أفاد مصدر مطلع بأن مشروع “جاهزية تسونامي” أو “كوست ويف” وصل إلى مرحلة “شبه التوقف”، ما صار يؤجل فعليا الوصول إلى الهدف الرئيسي المتمثل في إعلان الجديدة كمدينة آمنة من تهديدات تسونامي، وهو المشروع الذي أشرفت عليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، بشراكة مع أوساط أكاديمية وبحثية مغربية خلال أوقات سالفة من السنة الجارية.
وحسب المعلومات الواردة في هذا الصدد فإن “الوجه الأبرز للركود في هذا الصدد يتمثل في كون صافرتي الإنذار الاثْنتين (les sirènes) اللتين تقدمت بهما اليونيسكو كهبة لفائدة الطرف المغربي مازالتا موجودتين على مستوى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، حيث أدى بطء إجراءاتٍ إدارية في مسطرة سحب التجهيزات إلى تغيير في برمجة تنزيل مشروع ‘كوست ويف’ الذي يخص مدينة الجديدة، عاصمة دكّالة”.
وكشف المصدر ذاته أن “نهاية المشروع المهم حاليا تبقى رهينة بالتوصّل بالوسيلتين اللوجيستيتين، وذلك بعد أسابيع من دخولهما من الخارج في إطار هبة دولية من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لفائدة جامعة شعيب الدكالي، التي كانت تشرف على هذا المشروع منذ بدايته، بشراكة مع مؤسسات وطنية بحثية أخرى”.
كما ذكر المصدر المطلع على الموضوع أن “طلب أداء رسوم التخزين هو الذي صار يعرقل هذه العملية، إذ يتم اعتبار هذا المبلغ بمثابة رسوم مقابل المدة الزمنية التي تم فيها الإبقاء على الآليتين سالفتي الذكر بالمطار”، مشيرا إلى أن “جامعة شعيب الدكالي عبّرت عن استعدادها لأداء الرسوم اللازمة، غير أن النظام المالي المعتمد لدى الجامعات لا يوفر طريقة لصرفها، إذ يبقى هذا النظام سنويا ومُحدّدا بجُذاذات rubriques تُبسط طريقة الصرف ولفائدة أي طرف”.
وعلمت الجريدة في هذا السياق أن “مسؤولي اليونيسكو كانوا حددوا للجانب المغربي شهر شتنبر كآخر أجل قصد تثبيت صافرتي الإنذار على مستوى الجديدة من أجل حضور حفل بالمدينة ذاتها وتسليمها شهادة تثبت أنها صارت مدينة آمنة ضد تسونامي من بين المدن القلائل التي حظيت بمثل هذا المشروع، إلى جانب مدينة الإسكندرية المصرية”.
المصدر الذي تحدث للجريدة ذكر في السياق نفسه أن “طول المدة الأخيرة التي لم يتم فيها التوصل إلى حل بهذا الخصوص دفع مسؤولي يونيسكو إلى اقتراح شهر دجنبر كآخر أجل من أجل المصادقة على نهاية مشروع ‘كوست ويف’ بمدينة الجديدة، بينما صار يتضح أن حل هذه الإشكالية بوصول ذلك الوقت يبدو بعيد المنال”.
وسجّل المتحدث كذلك أن “هذه الإشكالية صارت تشكل إحراجا للمسؤولين الجامعيين المكلفين بتدبير المشروع سالف الذكر مع الجانب الأممي، إذ صار يغطي على نجاح المشروع منذ بدايته الذي حظيت به مدينة الجديدة، كتجربة أولى بالمغرب”.
تجدر الإشارة إلى برنامج “كوست ويف” يندرج في إطار مشروع علمي يتم إنجازه بشراكة مع جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، تحت إشراف منظمة “اليونيسكو”، ويسعى إلى توفير حلول للتخفيف من الأضرار التي يمكن أن تخلفها موجات تسونامي على مستوى ساحل مدينة الجديدة.
وتراهن أطراف علمية مغربية على نجاح هذه التجربة بمدينة الجديدة من أجل التقدم بطلبات لاستفادة مدنٍ مغربية ساحلية أخرى، سواء على الشريط الأطلسي أو المتوسطي، من الإشراف الذي تقدمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لفائدة مجموعة من الدول، واستفادت منه مصر والمغرب سنة 2024 على مستوى القارة الإفريقية.
0 تعليق