التبرع بالأعضاء بعد الوفاة هو موضوع يثير نقاشًا واسعًا بين التأييد والرفض، خاصة عند إعلانه من قِبَل شخصيات عامة، وفي السنوات الأخيرة، أعلن العديد من الفنانين والمشاهير من مختلف الدول عن نيتهم التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، بهدف إنقاذ حياة الآخرين أو كصدقة جارية، في هذا التقرير يستعرض أبرز الأسماء التي أعلنت ذلك مؤخرًا، مقسمًا بين فنانين ومشاهير مصريين، عرب، وأجانب.
إعلان الفنانين والمشاهير عن نيتهم التبرع بأعضائهم يساهم في نشر الوعي حول أهمية هذا القرار، ويشجع المجتمعات على مناقشة هذه القضية الإنسانية، في حين أن الخطوة تواجه تحديات في بعض الثقافات، فإن تأثيرها الإيجابي على حياة المرضى لا يمكن إنكاره.
أولاً: الفنانون والمشاهير المصريين:
1. نورهان
• أحدث من أعلن عن التبرع بأعضائها بعد الوفاة.
• خلال برنامج واحد من الناس مع الإعلامي عمرو الليثي، كشفت عن أزمة صحية دفعتها لاتخاذ هذا القرار.
• قالت إنها وثقت ذلك في وصيتها وأكدت أن التبرع بأعضائها سيكون صدقة جارية بعد وفاتها.
2. إلهام شاهين
• أعلنت في أكتوبر 2021 عن نيتها التبرع بأعضائها، مؤكدة رغبتها في أن تكون قدوة للآخرين.
• صرحت: “الجسد سيفنى، وإذا كان يمكن أن ينقذ حياة آخرين فهو خير عظيم”.
3. فريدة الشوباشي
• أعلنت عن قرارها التبرع بأعضائها في فيديو على حسابها الرسمي، مؤكدة أن ذلك نابع من إيمانها بأهمية تخفيف معاناة المرضى.
4. خالد منتصر
• أطلق حملة لدعم فكرة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، مؤكدًا أن هذا القرار يُحيي الأمل في حياة الكثيرين.
• اقترح إضافة خانة في رخص القيادة لتوضيح موقف الشخص من التبرع.
5. عمرو أديب
• أعلن موافقته على الفكرة في برنامجه “الحكاية”، مشيرًا إلى أنه لا يرى أي مشكلة في التبرع بأعضائه بعد الوفاة.
6. خالد الجندي
• أعلن خلال برنامجه في عام 2018 عن استعداده للتبرع بجسده بعد الوفاة إذا كان ذلك قانونيًا.
ثانيًا: الفنانون والمشاهير العرب:
1. ماجدة الرومي (لبنان)
• أبدت دعمها لفكرة التبرع بالأعضاء، مؤكدة أنها وسيلة لمساعدة الآخرين حتى بعد الموت.
2. ديانا حداد (لبنان)
• أعربت عن نيتها التبرع بأعضائها، مشيرة إلى أن ذلك يعكس القيم الإنسانية.
ثالثًا: الفنانون والمشاهير الأجانب:
1. أميتاب باتشان (الهند)
• أعلن رسميًا عن تبرعه بأعضائه وظهر في إحدى المناسبات واضعًا الشريط الأخضر الذي يرمز إلى التبرع بالأعضاء.
• صرح عبر تويتر قائلاً: “أرتدي هذا الوشاح لقداسته”.
2. بريانكا شوبرا ورانبير كابور (الهند)
• أعلنت نيتهما التبرع بأعضائهما بعد وفاتهما، مؤكدان على رغبتها في إحداث فرق عبر هذه الخطوة.
3. أنجلينا جولي (الولايات المتحدة)
• عبّرت عن دعمها للتبرع بالأعضاء وأعلنت نيتها التبرع بجسدها بعد الوفاة.
4. مايكل شوماخر (ألمانيا)
• أسطورة سباقات الفورمولا 1 أعلن عن رغبته في التبرع بأعضائه، في حال كان ذلك ممكنًا طبيًا.
أهمية هذه الخطوة:
يُعتبر التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وسيلة فعّالة لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من فشل عضوي. كما يعكس القيم الإنسانية وروح العطاء. ومع ذلك، يظل هذا الموضوع محل جدل في العديد من الدول، نظرًا للاختلافات الثقافية والدينية والقانونية.
ضوابط وقوانين نقل وزراعة الأعضاء في مصر:
بموجب القانون رقم 5 لسنة 2010 بشأن تنظيم زرع الأعضاء البشرية، تم وضع إطار قانوني صارم يحدد شروط نقل الأعضاء والأنسجة البشرية بهدف الحفاظ على حقوق المتبرعين والمتلقين وضمان سلامتهم، كما يلي:
1. الشروط الأساسية لزرع الأعضاء:
• يُحظر زرع الأعضاء إلا وفقًا للقانون ولائحته التنفيذية، سواء من متبرع حي أو متوفى حديثًا.
• يُسمح بالزرع من متبرع حي فقط إذا كانت حياة المتلقي أو صحته تعتمد على العملية، شريطة ألا تعرض المتبرع لمخاطر جسيمة.
• يمنع زرع الأعضاء التناسلية لتجنب اختلاط الأنساب.
2. الزرع بين المصريين والأجانب:
• يُسمح بالزرع بين المصريين فقط، باستثناء الزوجين المختلفي الجنسية بعد 3 سنوات من الزواج الموثق.
• يجوز الزرع بين الأجانب من نفس الجنسية بموافقة بلدهم.
3. الشروط الخاصة بالتبرع:
• يُسمح بالتبرع فقط من الأقارب المصريين، وفي حالات استثنائية لغير الأقارب بموافقة لجنة مختصة.
• يجب أن يكون التبرع ناتجًا عن إرادة حرة موثقة دون مقابل مادي أو مصلحة شخصية.
• لا يُقبل التبرع من الأطفال أو عديمي الأهلية إلا في حالات استثنائية للخلايا الأم وبشروط صارمة.
4. الزرع من المتوفين حديثًا:
• يُسمح بنقل الأعضاء من المتوفين حديثًا إذا كانت لديهم وصية موثقة قبل الوفاة.
• الهدف الأساسي هو إنقاذ حياة المرضى، حيث يُعتبر المتبرعون المتوفون أساس عمليات الزرع عالميًا.
5. الضوابط الأخلاقية والقانونية:
• يُحظر بيع الأعضاء أو تلقي أي مقابل مادي أو عيني.
• يُشترط إبلاغ المتبرع والمتلقي بجميع المخاطر المحتملة قبل العملية.
التوعية بالتبرع بالأعضاء في مصر: جهود مجتمعية وثقافية:
عاد الجدل حول قضية التبرع بالأعضاء مع إعلان الفنانة إلهام شاهين عن رغبتها في التبرع بأعضائها بعد الوفاة. أثارت تصريحاتها تفاعلًا واسعًا بين المثقفين والفنانين الذين أيدوا الفكرة، مؤكدين أهمية تعزيز الوعي المجتمعي.
• التحديات:
• يرى الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس ورائد زراعة الكبد في مصر، أن العائق الأساسي لتفعيل القانون هو نفسي ومجتمعي، رغم موافقة المؤسسات الدينية.
التبرع بالأعضاء: جدل فني وديني بين التأييد والرفض.
أثارت الفنانة عبير صبري جدلاً واسعاً برفضها فكرة التبرع بأعضائها بعد الوفاة، ردًا على المبادرة التي أطلقتها الفنانة إلهام شاهين لدعم التبرع بالأعضاء. عبر حسابها الرسمي على فيسبوك، صرحت عبير: “بعد عمر طويل إن شاء الله مش هتبرع بأعضائي وشكرًا”. هذه التصريحات لاقت تفاعلًا متباينًا بين الجمهور، إذ وصف البعض موقفها بأنه انعكاس لمجرد آراء شخصية بعيدة عن السياق الإنساني، بينما اعتبر آخرون أن آرائها تنسجم مع الحق الفردي لكل شخص في تقرير مصير جسده.
ردود أفعال مختلفة:
جاءت تعليقات البعض على تصريح عبير صبري منتقدة استخدام موضوع التبرع كوسيلة لإثارة الجدل. أحد المتابعين كتب: “للأسف التريند هو اللي بيحكم”. كما أضاف آخر: “كل واحد حر في أفكاره وأعضائه، لكن الكلام في الموضوع ده أصبح هيصة وخلاص”.
في المقابل، حظيت مبادرة إلهام شاهين بدعم فني واسع، حيث أعلنت الفنانة رانيا يوسف والنائبة فريدة الشوباشي والإعلامية إيناس عز الدين تبرعهن بأعضائهن بعد الوفاة. واعتبرن التبرع خطوة إنسانية تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتقديم نفع للآخرين بدلاً من تحول الجسد إلى تراب.
الرأي الديني في قضية التبرع بالأعضاء:
ترافق هذا الجدل مع طرح تساؤلات حول الموقف الشرعي من التبرع بالأعضاء. أكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، أن التبرع بالأعضاء جائز بشرط تحقيق الضوابط الشرعية التي تضمن احترام الكرامة الإنسانية وتمنع استغلال الأمر تجاريًا. وأشار إلى أن التبرع يجب أن يتم بعد التحقق من الموت الحقيقي، وأن يكون دون مقابل مادي، مع توجيهه إلى الأقرباء حتى الدرجة الرابعة.
من جهة أخرى، أبدى الشيخ محمد متولي الشعراوي رأيًا مخالفًا، حيث أكد أن الأعضاء البشرية ملك لله ولا يجوز التصرف بها، وهو ما يتفق مع رؤية بعض العلماء الذين أبدوا تخوفهم من فتح الباب لتجارة الأعضاء.
دار الإفتاء المصرية أوضحت موقفها، معتبرة أن التبرع بالأعضاء جائز إذا كان يحقق منفعة مؤكدة للمريض، ويُعد نوعًا من الإيثار والتضحية. كما حددت عدة ضوابط شرعية، منها: تحقق الموت الشرعي، منع استغلال الفقراء، وضمان عدم المساس بكرامة الإنسان.
خلاصة الجدل
بينما تثير تصريحات الفنانين اهتمام الرأي العام وتخلق مساحة للنقاش حول قضايا حساسة، يبقى التبرع بالأعضاء خيارًا شخصيًا يخضع لقناعات فردية ودينية، في ظل تأكيد العلماء على ضرورة الالتزام بضوابط شرعية تحافظ على إنسانية المتبرع وتمنع الانتهاكات.
0 تعليق