أعلنت إسرائيل مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، وسط اشتباك مسلح في رفح جنوب غزة، ما اعتبره البعض "إنجازًا عسكريًا". ورغم ذلك، يبدو أن نتنياهو لا يرى في هذا الحدث نهاية للصراع، حيث تعهد بمواصلة الحرب حتى تحقيق "النصر الكامل"، بما يشمل القضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن المحتجزين في غزة.

استمرار العمليات العسكرية رغم الضغوط الدولية

تزامن مقتل السنوار مع مطالبات دولية بإنهاء القتال. الرئيس الأميركي جو بايدن اعتبر أن اغتيال السنوار قد يكون فرصة للتقدم نحو وقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية الإفراج عن الرهائن. ورغم هذه الدعوات، أكد نتنياهو أن الحرب ستستمر لأن أهداف إسرائيل الأساسية لم تتحقق بعد، مشيرًا إلى أن استسلام حماس وحده سيضع حدًا للصراع.

في المقابل، نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رأت أن مقتل السنوار قد يفتح نافذة لتهدئة الصراع، لكنها شددت على ضرورة إزالة تهديد حماس بشكل دائم. ويؤكد هذا التوجه أن الحسابات الإسرائيلية تتجاوز تحرير الرهائن، إذ تسعى تل أبيب لضمان عدم عودة حماس إلى الحكم أو السيطرة على غزة مجددًا.

تعقيد مفاوضات تبادل الرهائن

رغم أن مقتل السنوار قد يسهل بعض المفاوضات، فإن حماس أكدت أن موقفها التفاوضي لن يتغير، وربطت الإفراج عن الرهائن بوقف إطلاق النار الكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. في المقابل، تضغط إسرائيل لتحقيق مكاسب إضافية تشمل إضعاف البنية العسكرية لحماس وإنشاء مناطق عازلة شمال القطاع.
 

توسيع العمليات العسكرية على عدة جبهات

تأتي التطورات في غزة وسط تصعيد إقليمي أكبر. فقد أعلنت إسرائيل عن غارات جوية مكثفة في لبنان وضغوط مستمرة على الضفة الغربية، ما يعكس رغبة نتنياهو في خوض حرب متعددة الجبهات. يرى محللون أن هذا التوسع قد يكون جزءًا من استراتيجية إسرائيل لإضعاف "محور المقاومة"، الذي يضم حماس وحزب الله، تحت رعاية إيرانية.

غياب خطة واضحة لما بعد الحرب

على الرغم من الضغط الدولي، لم تحدد إسرائيل خطة واضحة لإدارة غزة بعد الحرب. يبقى السؤال الأهم: هل ستحقق تل أبيب أهدافها قبل الانزلاق إلى مواجهة طويلة الأمد؟ مع عدم وجود رؤية شاملة لإدارة القطاع، يُتوقع أن يستمر الصراع لفترة أطول، خاصة مع الدعوات المتصاعدة من الحكومة الإسرائيلية بضرورة فرض وجود أمني دائم في غزة للحفاظ على الأمن ومنع تهريب الأسلحة.