تكثيف القصف في إدلب بينما يشتد سعير الحرب في سوريا مجددًا

0 تعليق ارسل طباعة

نقلت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، عن قوات المعارضة السورية المسلحة، الأحد، قولها إنها تتقدم داخل محافظة حماة، بعد ساعات من إعلانها السيطرة على أجزاء شاسعة من مدينة حلب وكامل محافظة إدلب، واجتاحت عناصر المعارضة المسلحة عبر هجوم مباغت، مدينة حلب وسيطرت على أجزاء واسعة منها، وسط انسحاب قوات الجيش السوري من الكثير من المواقع داخل المدينة.

وامتدت المواجهات العسكرية من مدينة حلب وريفها إلى محورين آخرين، الأول من الجهة الشرقية لمدينة حلب، والآخر ينطلق من ريف محافظة إدلب باتجاه أطراف حماة.

وتقول قوات المعارضة السورية المسلحة إن الهجوم الأخير جاء "ردًا على الضربات المتزايدة التي شنتها القوات الجوية الروسية والسورية في الأسابيع القليلة الماضية في مناطق بإدلب وأيضا لاستباق أي هجمات من الجيش السوري"، وفي السياق ذاته، شدد "الائتلاف الوطني السوري" - ائتلاف قوى معارضة - في بيان الأحد 1 من ديسمبر، على "أحقية استعادة الشعب السوري بمكوناته كافة، لبلاده وأرضه بعد سلبها من قبل نظام الأسد والميليشيات الإيرانية التي تسانده".

وأضاف "الائتلاف الوطني السوري"، في بيانه، أن "عملية فجر الحرية هي استجابة للسوريين الذين يناشدون منذ سنوات من أجل تحريرهم ورفع القيود عنهم وتخليصهم من الاستبداد والظلم، عملية ضد اعتداءات نظام الأسد المستمرة الذي أصر على الخيار العسكري وعرقل الجهود السياسية".

في المقابل، أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، أن سوريا "قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحر الإرهابيين مهما اشتدت هجماتهم".

وقالت وزارة الدفاع السورية: "خلال الأيام الماضية، شنت التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى جبهة النصرة الإرهابية مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة هجوما واسعا من محاور متعددة على جبهتي حلب وإدلب".

وأضافت وزارة الدفاع السورية أن "الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد".

كما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري "وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى ريف حماة الشمالي". وأضاف أن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يكثف ضرباته الدقيقة على محاور تحرك الإرهابيين الفارين ومواقعهم ومقراتهم ومستودعات الأسلحة والذخيرة التابعة لهم محققا إصابات مباشرة".

وأقر الجيش السوري بسقوط عدد من القتلى في صفوفه. ويُمثل الهجوم الذي تشنه قوات المعارضة السورية أكبر تحدٍ يواجه نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، منذ سنوات.

وتتكون قوى المعارضة السورية المسلحة من عدة جماعات، يوجد في القلب منها "هيئة تحرير الشام"، التي كانت تعرف سابقا بـ "جبهة النصرة"، قبل أن تقطع علاقتها وتعلن انشقاقها عن تنظيم القاعدة، وتُصنف العديد من الهيئات والدول "هيئة تحرير الشام"، كمنظمة إرهابية، بما فيها مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

دلالة توقيت هجوم المعارضة السورية
ووفقا لإحصائيات "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الأحد، قُتل منذ انطلاق هجوم الفصائل المسلحة في سوريا، قبل 4 أيام، 372 شخصا بين مدنيين وعسكريين. وأوضح المرصد السوري أن حلب أصبحت "خارج سيطرة" النظام السوري لأول مرة منذ عام 2011.

وعلى الرغم من أن المعارضة السورية لم تُخفِ استعداداتها العسكرية خلال الأشهر الماضية، يرى مراقبون أن توقيت الهجوم استفاد من الظروف الإقليمية والدولية، إذ أن حلفاء النظام السوري منشغلون في مشاكلهم الداخلية.

وذكرت بي بي سي أن روسيا الحليف الأقوى لدمشق لديها حربها في أوكرانيا، كذلك حزب الله اللبناني وإيران لديهما مشاكلهما الخاصة التي تُصعب من قدرتهما على نجدة القوات السورية الحكومية بشكل فعال ومستمر.

وتُثير المكاسب السريعة التي حققتها قوات المعارضة السورية في حلب، وعدم قدرة الجيش السوري على وقف هذا الهجوم، تساؤلات حول كفاءة واستعدادية الجيش النظامي السوري.

وتعليقا على الأحداث، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، إن التطورات الأخيرة في سوريا "تشكل مخاطر شديدة على المدنيين في بلد مزقته ما يقرب من 14 عاما من الحرب والصراع، كما أن لها عواقب وخيمة على السلام والأمن الإقليميين والدوليين".

ودعا المسؤول الأممي، في بيان، الأحد، الأطراف السورية والأطراف الدوليين المعنيين إلى "الانخراط بجدية في مفاوضات هادفة وجوهرية لإيجاد مخرج من الصراع"، محذرا من أنه بدون ذلك، فإن "سوريا معرضة لخطر المزيد من الانقسام والتدهور والدمار".

وتدعم روسيا وإيران بشكل علني الحكومة السورية، ونفذت الطائرات الروسية عدة غارات جوية، في محاولة لمنع توغل قوات المعارضة السورية وإجبارها على الانسحاب من مناطق سيطرت عليها.

وأجرى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، السبت 30 من نوفمبر، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي، هاكان فيدان، لبحث تطورات الوضع في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزيرين أعربا عن "بالغ قلقهما إزاء التطور الخطير للوضع"، وأنهما اتفقا على "ضرورة تنسيق الجهود المشتركة لاستعادة الاستقرار في سوريا".

ولا تنفي تركيا دعمها واحتضانها لبعض قوى المعارضة السورية، ومثل روسيا، أعربت إيران عن دعمها الحازم للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية.

وتوجه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأحد 1 من ديسمبر، إلى دمشق لإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين حول تطورات الوضع في سوريا.

ووصف عراقجي هجوم قوات المعارضة السورية بأنه "جزء من المخطط الصهيو- أمريكي لزعزعة الأمن" في المنطقة.

وفي تعليقها على الأحداث، نفت واشنطن أي علاقة لها بما يجري في الشمال السوري. وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، شون سافيت، في بيان، أن "اعتماد سوريا على روسيا وإيران"، إلى جانب "رفضها المضي قدما في عملية السلام التي حددها مجلس الأمن الدولي عام 2015"، قد تسببا فيما يجري الآن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق