أحرزت ميليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) والفصائل المسلحة الموالية لها في منطقة إدلب، تقدما سريعًا بالسيطرة على قلب مدينة حلب السورية، وسط معارك طاحنة أمام الجيش السوري والقوى الداعمة له في إدلب وحماة وحلب، فرض فيها الجيش السوري مؤخرا طوقا أمنيا حول حماة، مؤكدا أنه يشن ضربات ضد تجمعات المسلحين الإرهابيين.
وأثارت المعارك التي بدأتها مليشيا هيئة تحرير الشام الإرهابية، منذ أيام والمستمرة حاليا، ضد الجيش السوري، الأسئلة حول التوقيت الذي بدأت فيه المعارك، وهو اليوم التالي لإقرار وقف إطلاق النار في لبنان، حيث تحاول تلك المليشيات الإرهابية استغلال انسحاب حزب الله اللبناني والتنظيمات المسلحة الموالية لإيران من مواقعها لانشغالها بمعاركها ضد القوات الأمريكية في سوريا وأيضا ضد دولة الاحتلال في لبنان.
وكانت مليشيا الهيئة قد عقدت اجتماعات عدة بهدف استثمار المعارك التي دارت بين حزب الله اللبناني ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ولشن هجمات على قوات النظام السوري بهدف استعادة السيطرة على مدينة حلب وحماة والطريق الدولي حلب- دمشق، وهي أكبر معارك دارت بين الطرفين منذ هزيمة هذه التنظيمات المسلحة في معارك 2019 و2020.
تصريحات رسمية
ونفى الجيش السوري، في بيان للقيادة للعامة، ما تردد عن انسحابه من مدينة حماة، مؤكدًا أنَّ الطيران الحربي السوري والروسي يستهدف تجمعات الإرهابيين وتحركاتهم وخطوط إمدادهم، كما دعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية إلى عدم تصديق ما ينشر من شائعات وأكاذيب تتعلق بالوضع الميداني أو تمسُّ القيادة العسكرية.
وفي أول تعليق له، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، أن بلاده "مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية"؛ وفقا لما نقلته وكلات أنباء عالمية.
طوق أمني حول حماة
بدوره كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام أعادت ترتيب مواقعها العسكرية وتثبيت نقاط جديدة على أطراف مدينة حماة وريفها الشمالي، بهدف تعزيز الطوق الأمني للمدينة ومنع أي محاولة تسلل أو دخول محتمل من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة، وشملت التحركات العسكرية إرسال تعزيزات كبيرة، تضم قوات خاصة تابعة لسهيل الحسن، إلى مواقع استراتيجية في جبل زين العابدين وطيبة الإمام وقمحانة وخطاب، وسط استمرار وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة.
واضاف المرصد في بيان لها، أن هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها، تمكنت ضمن عملية أطلقت عليها اسم "ردع العدوان" من السيطرة على العديد من المدن والبلدات في ريف حماة الشمالي من بينها حلفايا، مورك، اللطامنة، كفرزيتا، قلعة المضيق، كفرنبودة، كرناز، لحايا، البويضة، لطمين، صوران، المغير، معردبس، بعد تقدمها إليها بالتزامن مع انهيار وانسحاب قوات النظام بشكل سريع منها.
هذا الانسحاب الأخير الذي أشار إليه المرصد السوري هو ما نفته القيادة العامة للجيش السوري، مؤكدة أنها تشن ضربات ضد تجمعات الفصائل الإرهابية وأنها في طريقها لشن هجوم مضاد لاستعادة القرى التى خرجت عن سيطرتها.
أمن الشرق الأوسط
ونقلا عن الصفحة الرسمية لرئيس الحكومة العراقية المهندس محمد شياع السوداني، فقد أجرى رئيس الحكومة اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري في ظل تطورات الأوضاع الميدانية في الداخل السوري.
وقال رئيس الحكومة في بيان له: "بحثنا تطورات الأوضاع الجارية في سوريا، والتحديات الأمنية التي تواجهها، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكدنا أنّ أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي عموما، ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط".
0 تعليق