تعيش مناطق عديدة بالمغرب على إيقاع ارتفاع جديد في درجات الحرارة، بعد تساقطات متفرقة بكميات متباينة سجلتها مختلف ربوع البلاد، جعلت أوساط الفلاحين يستبشرون خيرا ببداية موسم فلاحي جيد؛ غير أن هذا التغير اللافت أعاد الفلاحين إلى دائرة الشك بخصوص الموسم الزراعي.
وتشهد مدن ومناطق مختلفة حرارة غير عادية خلال الأيام الأخيرة، في مشهد بات يكرر نفسه خلال السنوات الماضية مع كل فصل خريف؛ وهو الجو الذي تكون له تداعيات وتأثيرات واضحة على الزراعات الخريفية التي تم بذرها طيلة الأسابيع الماضية.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد توقعت، في بداية الأسبوع الجاري، أن تسجل درجات الحرارة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، يفوق المعدلات الطبيعية بـ5 إلى 8 درجات مئوية؛ وهو الأمر الذي يستشعره سكان عدد من مناطق البلاد خلال هذه الأيام.
رشيد الغزاوي، أحد الفلاحين بمنطقة حوض اللوكوس، قال إن الحرارة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام “غير عادية”، مؤكدا أن الحاجة ماسة إلى التساقطات المطرية في هذه المرحلة من السنة.
وأضاف الغزاوي، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الحرارة المسجلة جاءت بعد تسجيل “كميات تساقطات ضعيفة”، معبرا عن خوفه من تأثر بعض الزراعات بهذا الجو بشكل سلبي.
وتابع الفلاح عينه موضحا: “زراعة الشمندر السكري تأتي على رأس الزراعات التي يمكن أن تتضرر”، لافتا إلى أن العديد من الفلاحين “لم ينبت الشمندر في حقولهم بسبب عدم تسجيل تساقطات مطرية بنسبة كافية”.
وأشار المتحدث لهسبريس إلى أن هذه الحرارة يمكن أن تكون لها إيجابية وحيدة؛ وهي “توفير الأجواء المناسبة للنمو السريع للزراعات الخاصة بكلأ الماشية، مثل الفصة والخرطال والشعير”.
في هذا السياق، أبرز رياض أوحتيتا، الخبير في المجال الزراعي، أن درجات الحرارة المرتفعة التي تعرفها الكثير من المناطق بالبلاد سيكون لها تأثير إيجابي على النباتات والخضر والفواكه الموسمية.
وأضاف أوحتيتا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ارتفاع درجات الحرارة المسجل هذه الأيام له كذلك تأثير سلبي يتمثل في جفاف التربة وفقدان معدل الرطوبة الذي ينبغي أن تتميز به، مشددا على أن هذه الحرارة تساهم في تبخر المياه التي تحتفظ بها التربة بعد التساقطات الماضية.
وسجل الخبير في المجال الزراعي أن هذه الحرارة تؤثر بشكل إيجابي على مستوى النضح بالنسبة للخضر والفواكه في هذا الموسم، مبرزا أن ثمار الزيتون ستكون أكبر مستفيد من هذه الحرارة، فضلا عن الطماطم والبطاطس والبصل.
واستدرك أوحتيتا بالقول: “لكن إذا استمرت هذه الحرارة حتى شهر دجنبر ويناير فإن انعكاساتها ستكون سلبية على مختلف النباتات الخريفية؛ لأن هذين الشهرين يتميزان بانخفاض كبير في درجات الحرارة، وهو ما ينعكس سلبا على نمو النباتات والزراعات الخريفية، معربا عن أمله في أن تتغير الأجواء في الأيام المقبلة وتشهد البلاد تساقطات مطرية مهمة.
0 تعليق