تُعتبر «الجمعة البيضاء» أو «البلاك فرايدي» أحد أهم الأحداث التي ينتظرها المتسوقون عبر الإنترنت وفي المتاجر التقليدية، حيث تعدّ فرصة مثالية للحصول على منتجات بأسعار مخفضة،ومع انطلاق العروض والتخفيضات، يتزايد الإقبال على التسوق من قِبل المواطنين في العديد من الدول العربية،تُخصص هذه الفعالية لطرح تخفيضات جذابة تجذب المستهلكين، وتحاكي الفعاليات المشابهة لها في الدول الغربية، متخذةً من يوم الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر موعدًا لها، مما يجعلها حدثًا استثنائيًا في عالم التسوق.
تاريخ البلاك فرايدي
يعود تاريخ «البلاك فرايدي» إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبطت هذه السمة بالأزمة المالية التي شهدتها الولايات المتحدة عام 1869،أدت تلك الأزمة إلى تراجع حاد في حركة البيع والشراء، مما دفع العديد من المتاجر إلى اتخاذ قرار بتخفيض الأسعار بشكل كبير لتخفيف الأعباء المالية والتخلص من السلع المتبقية،ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه التخفيضات تقليدًا متجذرًا في الثقافة الأمريكية، حيث يصل تخفيض الأسعار في بعض الأحيان إلى 90%، ويكون ذلك بشكل رئيسي في يوم الجمعة الأخيرة من نوفمبر.
الجمعة البيضاء في الشرق الأوسط
على الرغم من أن فكرة «الجمعة السوداء» قد نشأت في الولايات المتحدة، إلا أن بلدان الشرق الأوسط بدأت تحتفل بالجمعة البيضاء في عام 2014،أطلقت العديد من المواقع العربية للتسوق الإلكتروني، مثل موقع أمازون، هذا التقليد مستبدلةً اللون الأسود بالأبيض، تجسيدًا لأهمية يوم الجمعة في الثقافة الإسلامية،تشهد مبيعات يوم الجمعة البيضاء نشاطًا ملحوظًا، حيث تُقدم المتاجر تخفيضات وحوافز إضافية، مما يُشجع المستهلكين على التسوق ودفع ثمن المنتجات بطرق متنوعة، مثل بطاقات الائتمان وخيارات التقسيط الشهرية، وكل ذلك يعكس التوجه المتنامي للتجارة الإلكترونية في المنطقة.
في الختام، تظل الجمعة البيضاء حدثًا رئيسيًا في عالم التسوق، تجمع بين توفير خيارات متنوعة من المنتجات وأسعار جذابة، مما يعزز من تجربة الشراء لدى المستهلكين،ومع استمرار انتشار هذه الظاهرة في الدول العربية، يبدو أن الشراء الإلكتروني سيظل في نمو مستمر، مما يضع مستقبل التسوق في المنطقة تحت ضوء جديد يعكس التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،إن فهم تاريخ وأهمية هذه الظاهرة يساعد البلدان العربيّة على الاستفادة من التجارة الإلكترونية وتعزيز الثقافة الاستهلاكية الإيجابية، مع الأخذ بعين الاعتبار القيم والتقاليد المحلّية.
0 تعليق