شهدت أسواق الطماطم والبطاطس في الآونة الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار، حيث سجلت أسعار الطماطم تراجعاً تجاوز 50% مقارنة بتوقعات الأسعار السابقة،وقد أشار الخبير الزراعي ونقيب عام الفلاحين، حسين عبد الرحمن أبوصدام، إلى أن أسعار كيلو الطماطم تتراوح بين 3 إلى 5 جنيهات، فيما تتراوح أسعار كيلو البطاطس ما بين 8 إلى 10 جنيهات،يعكس هذا التغير الكبير في الأسعار الديناميكيات الحديثة في الإنتاج الزراعي وعوامل العرض والطلب.

العوامل المؤثرة على انخفاض الأسعار

أوضح عبد الرحمن أن السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض يعود إلى المعروض من المحاصيل، مصحوبًا بانخفاض في الطلب،فقد بدأت الأسواق في استلام إنتاج العروة الشتوية من الطماطم والبطاطس، التي شهدت في المساحات المزروعة بالمقارنة مع السنوات السابقة،علاوة على ذلك، شهد الموسم الزراعي الحالي نوعًا من الاعتدال المناخي الذي ساهم إيجابيًا في الإنتاجية،بالإضافة إلى ذلك، اتجه المزارعون إلى زراعة أصناف متطورة تتميز بإنتاجية عالية وتستجيب للتغيرات المناخية، مما زاد من توافر هذه المحاصيل في الأسواق.

إنتاج الطماطم في مصر

أفاد أبو صدام أن العروة الشتوية من الطماطم تمثل حوالي 45% من إجمالي زراعة الطماطم في مصر،تزايدت مساحة زراعات الطماطم نتيجة لارتفاع أسعارها في الفترات السابقة، حيث ينتج الفدان الواحد في المتوسط نحو 20 طنًا،وفي مصر، تُزرع الطماطم على مدار العام في 500 ألف فدان موزعة على ثلاث عروات رئيسية، مما يجعل إنتاج البلاد يصل إلى حوالي 6 مليون طن سنويًا،تضع هذه الأرقام مصر في المرتبة السادسة عالميًا من حيث إنتاج الطماطم، رغم أن نسبة التصدير لا تتجاوز 3% من إجمالي الإنتاج.

إنتاج البطاطس ومكانة مصر العالمية

أما بالنسبة للبطاطس، فقد أكد عبد الرحمن أن إنتاج مصر يتجاوز 7 ملايين طن سنويًا نتيجة زراعة حوالي 600 ألف فدان في ثلاثة عروات رئيسية،هذا الوضع يجعل مصر تحتل المرتبة الثانية عشر عالميًا في إنتاج البطاطس وتصدر أكثر من مليون طن منها، مما يضعها في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث تصدير البطاطس،كما تعتبر العروة الشتوية هي العروة الأساسية في زراعة البطاطس، حيث تمثل حوالي 60% من المساحة المزروعة سنويًا.

في النهاية، يتضح أن العوامل الاقتصادية والمناخية تلعب دوراً حاسماً في تحديد أسعار المحاصيل الزراعية، مثل الطماطم والبطاطس، في الأسواق المصرية،ومع استمرار تحسين أساليب الزراعة والبحث عن أصناف جديدة، يمكن أن تستمر هذه الديناميكيات في تغيير المشهد الزراعي في مصر،ضرورة متابعة هذه التوجهات ستساعد في ضمان استمرارية الإنتاج وتوفير الأسعار المناسبة للمconsumer.