مع الشروق .. تجميل المدن.. مظهر حضاري - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. تجميل المدن.. مظهر حضاري - ترند نيوز, اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024 12:01 صباحاً

مع الشروق .. تجميل المدن.. مظهر حضاري

نشر في الشروق يوم 26 - 10 - 2024

2331293
ثمّة فئة من التونسيين، و لكونهم يعارضون مسار 25 جويلة، فإنّهم يريدون أن يقلّلوا من شأن أي منجز، حتى وإن كان منجزا يبدو في ظاهره بسيطا ولكنّه في الواقع هو شكل من أشكال التحضّر، وهؤلاء يقصّرون فعلا عن فهم المعاني الحضاريّة للتغيرات الشاملة التي تشهدها المجتمعات.
المظهر الجديد الذي ظهر عليه مسبح البلفدير و ساحة باستور، حاولت هذه الفئة من الناس التقليل من شأنها، و لكن أن يصر رئيس الدولة على إنجازهما في وقت محدد ومن طرف المؤسسة العسكرية التونسية، فذلك أمر على غاية من الأهمية، لأن هؤلاء يسكتون عن عقدين من الزمن ظل فيهما المسبح مغلقا في وجه الناس و تحول إلى وكر للجريمة والعنف. وهؤلاء يسكتون عن كل مظاهر الخراب التي مسّت الحدائق و الساحات الخضراء في مدننا و منها طبعا ساحات الباساج وبرشلونة و المنجي بالي، الحديقة اليابانية التي كانت هدية من الدولة الاسيوية. هؤلاء يسكتون عن كل مظاهر الخراب و يسكتون عن المتسبّبين فيها، ولكنهم يكونون في صدارة المنتقدين لوضعية انتشار الأوساخ وينخرطون في كل عمل يشوّه وجه تونس. و المواقف التي يعبرون عنها الآن و المقللة من شأن تجديد المسبح، سيعبّرون عنها عندما ينتهي العمل من تجديد ساحتي برشلونة والمنجي بالي و دار الثقافة ابن خلدون. وهؤلاء لن يعجبهم العجب العجاب في نهاية الأمر.
غير أنّ الناظر في هذه المشاريع سيجد أنها خطوة ضمن سلسلة مشاريع أخرى يجب أن تنجز. وهي تجميل المدن التونسية. فتجميل المدن هو جانب من الجوانب البيئية اللازمة لتحسين جودة الحياة. وفي كل مدن العالم و عواصمه يتمّ الاهتمام و تخصيص ميزانيات ضخمة لهذا الأمر، علما أنّ تنفيذ هذه المشاريع يجري بمؤسسات تونسية مدنية او عسكرية وهذا جزء آخر من الصورة التي يجب أن تكون عليها العاصمة و كل المدن التونسية من الشمال إلى الجنوب.
حرص رئيس الجمهوريّة على إعادة تهيئة العاصمة هو مقدمّة لمشاريع أخرى ستشمل دون شك بقية المدن، وهذا يجب أن يدفعنا إلى الفخر بأي مشروع يمكن أن يكون نافعا للناس ومقدّما خدمات لهم وما يبقى ويرسخ هو فقط ما ينفع الناس. أما هؤلاء الذين ينعقون صباحا مساء باحثين عن أيّ نقطة سوداء يمكن من خلالها العودة إلى الماضي المظلم، فإنّ نعيقهم لن تتجاوز فاعليته سوى زيادة الطنين و الصمم و العمى عما يجري من تحوّلات نريدها جميعا أن تكون عميقة و محققة لتطلعات الشعب التونسي في كل المجالات.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق