تعتبر استراتيجية “ماذا أعرف، ماذا أريد أن أعرف، ماذا تعلمت” واحدة من الأساليب الحديثة التي تساهم في تعزيز التعلم الذاتي لدى الأفراد،تحتل هذه الاستراتيجية مكانةً بارزة في مجالات التعليم، حيث تركز على فهم المتعلم لمعرفته السابقة وأهدافه التعلمية وما قد يكتسبه من المعلومات الجديدة،وبالتالي، تساهم هذه الاستراتيجية في تطوير مهارات التفكير النقدي وتحفيز الذات لدى الطلاب،سيتم مناقشة أبرز جوانب هذه الاستراتيجية عبر هذا المقال وفي سياق تعليمي شامل.
ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
تعود أصول هذه النظرية إلى العالم (Graham W،Detttick) الذي قدم العديد من الاستراتيجيات التعليمية المرتكزة على أسس البنائية، والتي تعود أصولها إلى عام 1964 بفضل World-renowned psychologist Jean Piaget،يُشار إلى استراتيجية “ماذا أعرف، ماذا أريد أن أعرف، ماذا تعلمت” أيضًا باسم KWL، وهي استراتيجية تعلم ذاتية تهدف إلى تعزيز ثقة المتعلم بنفسه وتمكينه من تنظيم عملية اكتساب المعرفة بفعالية أكبر،تعتمد هذه الاستراتيجية على تقليل الاعتماد على المعلم وتشجع المتعلم على التفكير الإبداعي والتخطيط للمستقبل.
خطوات استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
تتكون هذه الاستراتيجية من ثلاث خطوات مهمة تستند إلى أسئلة يُطرحها المتعلم على نفسه للإجابة عنها،هذه الخطوات مترابطة وتساعد في تنظيم المعرفة واستنتاج المعلومات بشكل فعال
1- ماذا أعرف (What I already Know)
ترمز هذه الخطوة إلى حرف K، حيث يبدأ المتعلم بالتساؤل عن معرفته الحالية بالموضوع الذي يهتم به،يستند في إجابته إلى خبراته السابقة والمعرفة المتاحة له في تلك اللحظة،إن هذا السؤال يعد ركيزة لتعزيز الفهم وتعميق المعرفة حول الموضوع المعني.
2- ماذا أريد أن أعرف (What I want to Learn)
ترمز هذه الخطوة إلى حرف W، وهي خطوة مهمة تحفّز المتعلم على التفكير في المعلومات التي يرغب في اكتسابها حول الموضوع وتركز على تحديد الأهداف التعلمية.
3- ماذا تعلمت (What I Learned)
ترمز هذه الخطوة إلى حرف L، وهنا يتحدد مقياس المعرفة النهائية التي حصل عليها المتعلم،يُمكن للمتعلم هنا مقارنة ما كان يعرفه سابقًا بالمعلومات الجديدة التي حصل عليها، مما يساهم في فهم العلاقة بين المعرفة السابقة والجديدة.
مميزات استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
- تساعد على تصنيف المعلومات السابقة وترتيب البناء المعرفي للمتعلم.
- تعزز الاعتماد بشكل كلي على الذات في فهم المعلومات الجديدة، مما يعزز ثقة الطلاب بأنفسهم.
- تشجع على الانتقال نحو التعلم النوعي بدلاً من التعلم الكمي.
- تحفز العصف الذهني للمتعلم وتفتح آفاق التفكير الابتكاري.
- تنشّط المعرفة السابقة وتدمجها مع المعلومات الجديدة.
- تساعد في تحديد التوقعات والأهداف خلال دراسة الموضوع.
- تُشرك المتعلم في عملية التعلم مما يجعلها أكثر فعالية وقابلية للتطبيق في مختلف المواد الدراسية.
عيوب استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
- قد تستغرق العملية وقتًا أطول مما هو مخطط له، مما يؤثر على وقت الشرح الفعلي للموضوع.
- يمكن لبعض الطلاب أن يجدوا صعوبة في التأقلم مع هذه الاستراتيجية في البداية.
- تستدعي وجود معلم مدرب على قيادة العصف الذهني، وإلا فإن الأثر قد يكون سلبيًا على عملية التعلم.
دور المعلم في استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
- يوضح المعلم أهداف الدرس لتوجيه الطالب نحو التفكير الحر وتوجيه الأسئلة الصحيحة.
- يطرح المعلم أسئلة تحفّز التفكير وتعزز العصف الذهني.
- يحدد المعلم أهمية الأفكار وينظمها إلى أساسية وفرعية.
- يتابع توقعات المناقشة لمساعدة الطلاب في تشكيل فهم سليم للموضوع.
- يدير المعلم النقاشات لضمان تصحيح المعلومات والمفاهيم الخاطئة.
- يقيّم مستوى تقدم المتعلمين نحو الأهداف المطلوبة.
دور المتعلم في استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
- يتعين على المتعلم تحديد المعلومات السابقة المتعلقة بالموضوع قبل البدء في دراسته.
- ينبغي عليه الاستماع بعناية للموضوع وقراءته بعمق.
- يجب أن يكون المتعلم قادرًا على التفكير خارج الصندوق، وتوليد الأفكار ودعمها بأسئلة ذات مغزى.
- يتعاون المتعلم مع المعلم في تنظيم الأفكار إلى أساسية وفرعية.
- يمتاز المتعلم بالتفاعل وبناء حوار مع زملائه والعمل على تبادل الأفكار.
- يجب أن يثبّت المتعلم المعلومات الجديدة ويدمجها مع معرفته السابقة.
- يعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالموضوع.
استراتيجيات نظرية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
تعتمد عملية تطبيق النظرية على مجموعة متنوعة من الطرق والأساليب التي تسهم في تحقيق أهداف التعليم
- العصف الذهني (Brainstorming) يتم تحفيز الأذهان للوصول إلى الأفكار والمعلومات عن طريق المشاركة الفعّالة.
- التعلم التعاوني يعتمد على تقسيم الطلاب إلى مجموعات لتبادل المعلومات وتحقيق هدف مشترك.
- الحوار والنقاش تشجع هذه الاستراتيجية الطلاب على إقامة حوارات ثرية تساهم في تعزيز الفهم.
- التعلم بالنمذجة يقوم على مراقبة المعلم لتعلم سلوكيات معينة.
- نظرية التشويق تهدف إلى إثارة انتباه الطلاب وتجديد شغفهم بالموضوع.
- الرؤوس المرقمة تُقسّم الطلاب إلى مجموعات وتتيح الفرصة لجميع الطلاب للمشاركة مما يزيد من جاهزيتهم.
جدول ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
يبدأ المعلم بوضع جدول يخص هذه الاستراتيجية، حيث يكون في البداية فارغًا ليتيح للمتعلم الكتابة فيه،يظهر الجدول كما يلي
ماذا أعرف K | ماذا أريد أن أعرف W | ماذا تعلمت L |
هنا يكتب المتعلم ما يعرفه مسبقًا عن الموضوع. | هنا يكتب الطالب المعلومات التي يتوقع الخروج بها من الموضوع. | هنا يكتب الطالب المعلومات التي خرج بها بالفعل من الموضوع، ويقارنها بالمعلومات السابقة في خانة “ماذا أعرف”. |
إجراءات استراتيجية ماذا أعرف ماذا أريد أن أعرف ماذا تعلمت
- يرسم المعلم الجدول ويشرح للطلاب الاستراتيجية.
- يطلب المعلم منهم طرح الأسئلة لتحفيز التفكير وتنشيط المعرفة السابقة.
- يطرح المعلم السؤال “ماذا تريد أن تعرف عن الموضوع” ويدعوهم للكتابة في العمود الثاني.
- يطلب المعلم من الطلاب قراءة الموضوع بعمق.
- يبدأ الطلاب بطرح أسئلتهم ومناقشة الآراء.
- يناقش المعلم الأسئلة والإجابات بالتفصيل مع المتعلمين.
- يطلب من الطلاب كتابة المعلومات التي حصلوا عليها من المناقشة.
- يبدأ المعلم في مقارنة العمود الثالث مع العمودين الأول والثاني.
- إذا وجد المعلم معلومات خاطئة في العمود الأول، يقوم بتصحيحها.
- إذا كان هناك نقطة لم يتم توضيحها في العمود الثاني، يساعد المعلم في مناقشتها مرة أخرى.
إن استراتيجية “ماذا أعرف، ماذا أريد أن أعرف، ماذا تعلمت” تمثل طريقة تعلمية حديثة تتجاوز الأساليب التقليدية،وقد قمنا في هذا المقال بتسليط الضوء على بعض الجوانب الرئيسية لهذه النظرية وتأثيرها الإيجابي على العمل التعلمي.
0 تعليق