شهد "رواق الثقافة" بمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، جلسة حوارية بعنوان "رواية أسفار مدينة الطين – سفر العنفوز" للروائي الكويتي سعود السنعوسي، وحاوره حسين غلوم، واستقطبت الجلسة جمهورا واسعا من المهتمين بالأدب والروايات.
و"أسفار مدينة الطين" هي ثلاثية روائية للسنعوسي، تتناول التاريخ الكويتي بصورة فتنازية لمرحلة ما قبل النفط، حيث يروي الكاتب عن بيوت الطين ومهنة الصيد والموانئ في الكويت، من خلال قصة حياة شخصيات مستوحاة من الواقع المحلي، في تناغم بين الحدث الواقعي والخيال الأدبي.
وتفترض الرواية أنها مكتوبة بقلم أديب كويتي اسمه «صادق بوحدب» (مهَّد السنعوسي لظهوره في نهاية رواية «ناقة صالحة»)، ينتمي هذا الأديب الخيالي إلى جيل أدباء الخمسينيات، وتتخذ الرواية من مدينة الكويت مكاناً لوقوع الأحداث منذ عام 1920 زمن بناء سور الكويت الثالث، حتى سنة 1990، حيث يستثمر السنعوسي الأساطير المحلية وموروث الخرافات الشعبية، وصنع منها أسطورته الشخصية.
وخلال الجلسة، تحدث السنعوسي عن كيف جاءت فكرة كتابة هذه الرواية، وكيف أوجدت له أفقا جديدا في التعبير عن جوانب إنسانية مهمة، مشيرا إلى أنه ركز في روايته على تشريح التفاعل بين الشخصيات وبيئتها، وتحليل العوامل الاجتماعية التي تؤثر على كل شخصية، وقال عن غياب عدد من الشخصيات في الجزء الثالث كانت موجودة في الجزاين الأول والثاني: تلك الشخصيات من لحم ودم ولابد أن تنتهي لأن هذه سنة الحياة، وأدخلت مكانها شخصيات أخرى.
وناقش السنعوسي مع حسين غلوم التشابه بين شخصيات روايته وشخصيات كان قد كتبها من قبل في رواياته الأخرى، وأوضح: هذا الامر غير مخطط له، ربما يأتي من اللاوعي، لكن ما المانع في أن استدعي شخصيات كتبتها من قبل في رواياتي لتكون في أعمالي الجديدة إذا تطلب الأمر ذلك؟ لافتا إلى أنه اختار أسلوبا سرديا في "سفر العنفوز" يتنقل بين الأزمان والأماكن ليعكس تداخل الذاكرة والواقع، ولتقديم رسائل أعمق.
وكان للحضور دور كبير في إثراء الجلسة بأسئلة وتعليقات حول موضوع وشخصيات الرواية، مسجلين إعجابهم الشديد بأسلوب سعود السنعوسي في الكتابة.
0 تعليق