يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الأربعاء، على تشريع من شأنه منع مبيعات الأسلحة لإسرائيل بدعم من المشرعين الذين يقولون إن إسرائيل تعرقل شحنات المساعدات التي يحتاج إليها المدنيون الفلسطينيون بشدة في غزة.
وتقدم السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، بمشروع قرارات الرفض، الذي يهدف إلى وقف تسليح إسرائيل.
ويعني الدعم القوي من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لإسرائيل أنه من غير المتوقع أن يتم تمرير القرارات، لكن المؤيدين يأملون أن تشجع هذه القرارات حكومة إسرائيل وإدارة الرئيس جو بايدن على بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.
ودعا أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء، إدارة الرئيس جو بايدن إلى وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة، متّهمين واشنطن بأنها متواطئة في فظائع الحرب في غزة.
وقال ساندرز في مؤتمر صحفي، إن ما يحدث في غزة يصعب وصفه، مشيرا إلى استشهاد عشرات آلاف المدنيين في القطاع الفلسطيني، وتدمير المباني ومنع إسرائيل دخول مساعدات إنسانية تشتد الحاجة إليها.
وأضاف أن ما يجعل الوضع أكثر إيلاما هو أن القسم الأكبر مما يحدث هناك ينفّذ بأسلحة أمريكية وبدعم من دافعي الضرائب الأمريكيين.
ومع عدد من المشرعين الديمقراطيين، عرض السيناتور الاشتراكي نصوصا عدة سيتم التصويت عليها الأربعاء، تدين المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
واعتبر ساندرز أن الولايات المتحدة متواطئة في هذه الفظائع،هذا التواطؤ يجب أن يتوقف وهذه هي فحوى مشاريع القرارات هذه.
وتساءل السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين في المؤتمر الصحفي، هل الالتزام الراسخ للولايات المتحدة تجاه إسرائيل يجبرها على التعامي عن المعاناة التي تتكشف أمام أعيننا؟
يأتي التوبيخ الذي قاده بيرني ساندرز بعد أسبوع من إعلان إدارة بايدن أنها لن تحد من عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل بسبب عدم وصول المساعدات إلى غزة.
ونزح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويواجه القطاع خطر المجاعة، وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 43922 فلسطينيا استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 13 شهرا.
ومن بين القرارات التي رعاها بالاشتراك مع السناتورين الديمقراطيين جيف ميركلي وبيتر ويلش، قراران يهدفان إلى منع بيع قذائف الهاون عيار 120 ملم والذخائر الهجومية المباشرة المشتركة، ومن شأن قرار ثالث، رعاه السناتور الديمقراطي برايان شاتز، منع بيع قذائف الدبابات.
وأوضح ساندرز أن هذه الحرب جرت بالكامل تقريبا باستخدام أسلحة أمريكية و18 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، لقد ألقت إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل قدمتها الولايات المتحدة على أحياء مزدحمة، وقتلت مئات المدنيين للقضاء على حفنة من مقاتلي حماس، ولم تبذل سوى القليل من الجهد للتمييز بين المدنيين والمقاتلين، هذه الأفعال غير أخلاقية وغير قانونية.
ودعم بايدن، الذي تنتهي ولايته في يناير 2025، إسرائيل بقوة منذ شن مسلحون بقيادة حماس هجوما في أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وفي أكتوبر الماضي، أبلغت إدارة بايدن إسرائيل بأن لديها 30 يومًا لتحسين تدفق المساعدات إلى غزة أو المخاطرة بعواقب على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وبعد تلك الفترة، قالت واشنطن في الثاني عشر من نوفمبر الجاري إنها خلصت إلى أن إسرائيل أحرزت تقدماً وأنها لا تعيق حالياً المساعدات المقدمة إلى غزة، لكن العديد من منظمات الإغاثة أبدت معارضتها لهذا الرأي.
وتقول إسرائيل إنها تعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية وأن المشكلة الرئيسية في تسليم المساعدات تتمثل في تحديات التوزيع التي تواجهها الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، أعلن فان هولن تأييده قرارات الرفض المشتركة، وهو ما فعلته السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن الأسبوع الماضي.
يمنح القانون الأمريكي الكونجرس الحق في وقف مبيعات الأسلحة الأجنبية الكبرى من خلال تمرير قرارات برفضها.
ورغم أن مثل هذه القرارات لم تحظ بموافقة الكونجرس ونجحت في الصمود أمام الفيتو الرئاسي، فإن القانون يتطلب من مجلس الشيوخ التصويت إذا تم تقديم قرار، وأدت مثل هذه القرارات في بعض الأحيان إلى مناقشات غاضبة أحرجت الرؤساء السابقين.
0 تعليق