علقت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاج الأسري النفسي، على حكم إيداع نجل محمد رمضان في دار رعاية اجتماعية في قضية اعتدائه على طفل داخل نادٍ شهير بمنطقة الشيخ زايد.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يؤثر سلبًا على الطفل حاليًا وفي المستقبل، وتحدثت عن الدور الخطير الذي تلعبه البيئة الأسرية في تشكيل سلوكيات الأبناء.
إجراء قسري يؤدي إلى اضطراب نفسي
وقالت “عبد الله”، في تصريح خاص لـ”الحرية”، إن إيداع الطفل في دار رعاية ليس وسيلة عقابية فاعلة، بل قد يتسبب في آثار نفسية عميقة، موضحة: “إيداع الطفل في دار رعاية اجتماعية بشكل قسري قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء أكبر مستقبلًا، إذ لا يُعد هذا النوع من الإجراءات عقابًا بقدر ما هو مصدر محتمل لاضطرابات نفسية لاحقة خاصة وأنه يفصل الطفل عن والديه بشكل مفاجئ وقسري، مما يهدد توازنه النفسي وشعوره بالأمان، لا سيما وأن والده شخصية مشهورة”.
وأضافت استشاري العلاج الأسري النفسي، أن “إيداع الطفل في دار رعاية مجهولة بالنسبة له، دون وجود الوالدين، وفي محيط من الغرباء، سيشعره بالخوف والخذلان وكأنه منبوذ من المجتمع، مما يعيق تكيفه مع الواقع”.

انعكاسات أكاديمية ونفسية
ولفتت إلى أن الطفل قد يعاني من تأثيرات نفسية وأكاديمية واضحة، وقد تظهر عليه اضطرابات في العلاقات لاحقًا، إذ قد يترسخ لديه شعور بأن كل علاقة لا بد أن تنتهي بالفقد، مما يولّد لديه مشاعر من الاكتئاب والقلق، وقد يدفعه ذلك إلى العنف أو التمرد، وقد يشعر بعداء تجاه المجتمع من حوله.
البيئة المتغيرة تترك أثرًا عميقًا على الطفل
وتابعت: “أستقبل في العيادة حالات لأطفال يعانون نفسيًا لمجرد انتقالهم من مدرسة إلى أخرى، حيث يعبّرون عن حزنهم بالبكاء لابتعادهم عن أصدقائهم والبيئة التي اعتادوا عليها، فما بالنا بطفل يتم نقله قسريًا إلى دار رعاية بعيدًا عن أسرته؟”.
الإنسان ابن بيئته
وأكدت “عبد الله”، أن الطفل هو نتاج البيئة التي يعيش فيها، مضيفة: “الإنسان ابن بيئته، وقد تكون تلك البيئة غير صحية أو غير سوية، وعلى الرغم من أن إيداعه في دار الرعاية هو إجراء قانوني، إلا أنه لا يراعي النظرة النفسية والاجتماعية الضرورية لحماية الطفل”.

تأثير الأبوين حاضر بقوة
وأردفت أن “تأثير الوالدين في حياة الطفل أمر بالغ الأهمية، وفي حالة نجل الفنان محمد رمضان، نجد أن الابن تأثر بشخصية والده، الذي يؤدي أدوارًا تتسم بالعنف والحركة، وقد لا يستطيع الطفل التفريق بين الواقع والخيال”، مؤكدة أن الاستقرار الأسري ضروري لنمو الطفل بشكل سليم، وأي توتر أو اضطراب داخل الأسرة ينعكس سلبًا على الطفل.
الشهرة قد تتحول إلى عبء على الأبناء
وبيّنت أن أبناء الشخصيات المشهورة يعانون ضغوطًا مضاعفة: “حين يكون والدا الطفل من المشاهير، فإن الضغوط النفسية الواقعة على الطفل تزداد أضعافًا مضاعفة في مواجهة أي موقف عام، وقد يصبح أبناء الشخصيات العامة ضحايا لأسرهم، لا سيما إذا كان الآباء والأمهات يتعاملون باستهتار أو يمنحون الطفل جرعات زائدة من الدلال دون ضوابط”.
جلسات دعم نفسي ضرورية
وأكدت الخبيرة النفسية، أن الطفل في حاجة إلى تدخل نفسي عاجل: “الطفل يحتاج إلى جلسات دعم نفسي تمكنه من التعبير عن مشاعره بشكل صحي، وتساعده على تكوين أفكار إيجابية، والتفاعل التدريجي مع المجتمع بمساعدة معالج نفسي، كما أن الآباء أنفسهم بحاجة إلى دعم نفسي، وهذا لا يُعد أمرًا معيبًا، فالدعم ليس حكرًا على الأطفال وحدهم”.
الإجراء يمثل “انفصالًا قسريًا” ويهدد السلامة النفسية
ووصفت “عبد الله”، إيداع نجل محمد رمضان في دار رعاية بأنه يمثل “انفصالًا قسريًا” وفقًا لمعايير علم النفس الإكلينيكي، قائلة: “إيداع الطفل في دار الرعاية الاجتماعية يُعد، من منظور علم النفس الإكلينيكي، حالة من الانفصال القسري، وهي تجربة تهدد السلامة النفسية للطفل ولا تمثل حلاً فعليًا للمشكلة”.
الجاني قد يتحول إلى مجني عليه وغياب التوجيه يؤدي إلى الانحراف
واختتمت حديثها، قائلة: “الطفل الجاني في هذه الواقعة لا يملك الوعي الكامل، ولا يزال أمامه فرصة للتعلم وتصحيح السلوك، أما إذا استمرت حالته النفسية دون علاج، فإنه سيصبح ضحية (مجني عليه) حقيقية لأسرته والمجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي، ولقد تصرف وفقًا لما تمليه عليه بيئته، ويحتاج هو ووالداه إلى دعم نفسي”.
وختمت قائلة: “نجل الفنان محمد رمضان يعاني من تربية غير منضبطة، وهو في الحقيقة ضحية للأب والأم اللذين أوصلاه إلى هذه المرحلة، وأثق في القضاء، لكنني أتحدث هنا من منظور نفسي بحت، يراعي مصلحة الطفل وسلامته النفسية”.

تفاصيل أزمة نجل الفنان محمد رمضان القانونية
واندلعت أزمة بعد ما قدمت سيدة بلاغًا تتهم نجل الفنان محمد رمضان بالاعتداء على ابنها، الطالب بالصف السادس الابتدائي في مدرسة خاصة بمنطقة الشيخ زايد، في أثناء وجودهما داخل نادي “نيو جيزة”.
وأفادت بأن نجلها تعرض لإصابات طفيفة نتيجة شجار نشب بينه وبين الطفل الآخر خلال اللعب، وتطور إلى اعتداء جسدي.
التحقيقات كشفت أن نجل رمضان احتجز الطفل داخل حمام النادي باستخدام كرسي، بعد مشادة مع أحد أصدقائه.
وعند خروج الطفل، تواجد الفنان محمد رمضان وهمس لنجله، الذي عاد واعتدى على زميله، بحسب رواية والد المجني عليه.
عقب الاستماع لأقوال الأطراف، قررت جهات التحقيق إحالة القضية إلى محكمة الطفل، التي أمرت بإيداع نجل الفنان في دار رعاية اجتماعية.
وقد أثارت الواقعة جدلًا واسعًا، خاصة في ظل غياب محمد رمضان وابنه عن جلسات المحكمة، بينما حضر والدَا الطفل المجني عليه للمطالبة بحق نجلهما.
اقرأ أيضا: بعد واقعة «ياسين».. تحذير صادم من استشارية نفسية لـ«الحرية»: الطفل المُغتصب يمكن أن يعيد الجريمة إذا لم يُعالج