خطوات طبية ووصفات غذائية تخفف معاناة مرضى الكلى مع الحرارة

مع الارتفاع الملاحظ في درجات الحرارة، تتفاقم المعاناة الصحية لدى مرضى الكلى، لا سيما المصابين بالقصور الكلوي أو الخاضعين لتصفية الدم؛ إذ يصبحون أكثر عرضة للتأثر بالظروف المناخية الحارة، ما يفرض يقظة طبية دائمة وإرشادات دقيقة لتفادي المضاعفات، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تزيد من حدة التحديات المرتبطة بصحة الكلى.

في هذا السياق، يعمد المختصون في مجالي الصحة والتغذية إلى تقديم مجموعة من التوضيحات، تشمل تأثير الحرارة على حالة مرضى الكلى، والإجراءات الوقائية اللازمة خلال فترات الحر، وكيفية التعامل مع الجفاف لدى مرضى القصور الكلوي أو التصفية، كما يتناولون مسألة شرب الماء بما يتلاءم مع وضع الكلى، والتعديلات الغذائية المطلوبة، إلى جانب توضيح مدى إمكانية استهلاك الفواكه الغنية بالماء دون التسبب في مضاعفات.

ضرورة الوقاية

سعد طيّب، طبيب اختصاصي في تصفية الدم وأمراض الكلى، قال إن “الكلى تحتاج كمية كافية من السوائل لتعمل بشكل طبيعي، لكن الطقس الحار يؤدي إلى ارتفاع المواد في الدم، مما يزيد من خطورة الإصابة بالفشل الكلوي بسبب تلف الكلى، خاصة عند المرضى المصابين بأمراض مزمنة”، مضيفا أن “ارتفاع المواد في البول، كالكالسيوم، يزيد من احتمالية تكوّن حصيات الكلى”.

وعن الاحتياطات الواجب على مرضى القصور الكلوي اتباعها في الأجواء الحارة، أشار الطبيب ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى “تناول السوائل لمنع الجفاف مع مراعات كمية البول لكل مريض”، و”تقليل الأنشطة البدنية، خصوصا وقت الحرارة المرتفعة”، و”اتباع نظام غذائي مناسب، مع تجنب الأطعمة الغنية بالأملاح والصوديوم”.

ولتجنب مخاطر الجفاف عند مرضى تصفية الدم أو القصور الكلوي المزمن، نصح سعد طيّب بـ”شرب الماء بين الحصص حسب الكمية المحددة من طرف الطبيب لمنع الجفاف، وتفادي الإفراط في شرب السوائل”، مؤكدا ضرورة “تفادي استهلاك الصوديوم”، و”الحرص على مراقبة الأدوية؛ لأن بعضها يساهم في احتباس الماء، والبعض الآخر يعتبر مدرا للبول”.

وبعدما أشار إلى أهمية “مراقبة كمية البول عند مرضى التصفية الذين يستطيعون البول”، أكد الطبيب ذاته أن “هذه النصائح والإرشادات مهمة، لكن مرضى القصور الكلوي مطالبون بزيارة الطبيب حسب المدة المحددة من طرفه؛ لأن الأمر يختلف حسب الحالة والهدف من المراقبة الطبية”.

الماء والفواكه

قالت ليلى بلهادي بنسامي، طبيبة اختصاصية في الغدد والسكري والتغذية، إن “شرب الماء ضروري جدًا، لكن يجب توزيعه على مدار اليوم لتجنب إرهاق الكلى، خصوصا لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع الضغط.”

وأوضحت الطبيبة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الماء لا يعوضه العصير أو المشروبات السكرية أو المالحة؛ لأن هذه السوائل لا تمتصها الخلايا جيدا، وقد تزيد من مشاكل توازن السوائل في الجسم، لذلك يجب الاعتماد على الماء النقي فقط.”

ونبّهت ليلى بلهادي بنسامي إلى أن “مرضى القصور الكلوي يجب أن يحذروا من الفواكه الصيفية الغنية بالبوتاسيوم”، مشددة على أن “البطيخ والفواكه المشابهة له قد ترفع نسبة البوتاسيوم في الدم، مما يشكل خطرًا على وظائف الكلى.”

وأكدت الاختصاصية في الغدد والسكري والتغذية أن “نوعية الماء مهمة جدا للمرضى”، موضحة أن “من الأفضل تنويع مصادر المياه وعدم الاعتماد على نوع واحد؛ لأن بعض المياه المعدنية تحتوي على كميات عالية من الصوديوم أو الكالسيوم التي قد تؤثر سلبا.”

وختمت ليلى بلهادي توضيحاتها بالتأكيد أن “تنظيم كمية شرب الماء يعد نصف العلاج لمرضى الكلى، مع مراعاة الظروف مثل الطقس الحار والنشاط البدني، بالإضافة إلى ضبط النظام الغذائي للحد من الأضرار على الكلى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top