موقعنا – واس
انطلقت في العاصمة الرياض اليوم، أعمال الاجتماع السنوي الثالث عشر لمجلس البحوث العالمي، الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست)، وهيئة البحث والتطوير والابتكار، بالشراكة مع مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية بجمهورية تركيا “توبيتاك”، بمشاركة 200 ممثل من (66) دولة حول العالم بما فيهم (54) رئيسًا للمنظمات البحثية، إلى جانب قادة وخبراء مؤسسات تمويل البحث العلمي والابتكار.
وأكد معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نائب رئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي ممثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس المحافظين الدكتور منير بن محمود الدسوقي، في كلمته, أن استضافة المملكة لهذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار العالمي.
وأوضح أن هذا الحدث العالمي الذي يُعقد في “الكراج” يُعدّ رمزًا للتحول الذي تقوده رؤية المملكة الطموحة (2030) من خلال استثمارها موقعًا لمواقف السيارات إلى أكبر حاضنة للتقنيات العميقة في المنطقة تتيح الوصول إلى أكثر من (100) مختبر ومعمل وطني ممكنة القطاع البحثي من تحويل مخرجات البحوث التطبيقية من المختبر إلى السوق وتسريع الابتكار، مبينًا أن هذا المشروع يعكس التحول السريع الذي تشهده المملكة في مجال الابتكار، إذ يحتضن أكثر من (300) شركة ناشئة، وخرّج (600) شركة خلال العامين الماضيين، ووفر (7500) وظيفة، وحققت الشركات قيمة سوقية تجاوزت ملياري دولار.
من جانبه أوضح المشرف العام على هيئة البحث والتطوير والابتكار الدكتور محمد العتيبي دور المملكة المتنامي عالميًّا، مؤكدًا أن استضافة المملكة لهذا الاجتماع تعكس التزامها ببناء البنية التحتية البحثية عالمية المستوى، ويُسْعَى من خلال رؤية 2030 إلى جذب المواهب، وتعزيز البيئة التمكينية لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، ودعم مبادئ العلم المفتوح وأطر الذكاء الاصطناعي الأخلاقية.
بدوره أعرب رئيس مجلس أبحاث العلوم الطبيعية والهندسية في كندا رئيس مجلس محافظي مجلس البحوث العالمي الدكتور أليخاندرو آدم عن تقديره للمملكة لاستضافة هذا الاجتماع الذي يمثل فرصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية، مؤكدًا الإجماع الدولي على أن البحث والابتكار لهما دور حيوي في مواجهة التحديات العالمية، وسينعكس ذلك على التزام المجلس العالمي بتحقيق التعاون العالمي المستدام.
فيما أكد رئيس مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التركي “توبيتاك” الدكتور أورهان أيدين، أهمية التعاون الدولي بين أعضاء المجلس لمواجهة التحديات العالمية، مثل التحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات، مبينًا أنه من خلال التعاون والعمل المشترك، يمكن تطوير حلول فعّالة للتحديات البيئية، وتشكيل مستقبل أفضل للبشرية وللكوكب عبر الابتكار والبحث عالي الجودة.
وتضمن الافتتاح استعراضًا لقصص ملهمة للشباب والفتيات السعوديين لمخرجات منظومة البحث والتطوير والابتكار، التي تبرز قدرة المبتكرين السعوديين على المنافسة عالميًّا، وطورت المهندسة فجر الخليفي جهازًا هجينًا لتوليد الطاقة من الشمس والمطر، وابتكرت منال العسكري نظامًا متقدمًا لالتقاط الطاقة الشمسية والحرارية بكفاءة عالية.
واستعرض العلماء السعوديون تجربتهم في استثمار مخرجات البحوث التطبيقية إلى شركات ناشئة في التقنيات العميقة تدعم الاقتصاد الوطني، وتحقق مستهدفات الرؤية في تعزيز تنافسية المملكة عالميًّا، إذ نجح الدكتور علي الحسن في إنشاء شركة لتطوير تقنية نانوية لعلاج الأمراض الوراثية بتكلفة أقل، واستعرضت الدكتورة هدى الخلف شركة “مامو ستيم” الناشئة التي تقدم حلولًا طبية متطورة باستخدام الخلايا الجذعية.
وشهدت أجندة الاجتماع العالمي مناقشات عن الأساليب المبتكرة لدعم البحث العلمي في ظل التحديات العالمية قدمها مدير جامعة الأمم المتحدة البروفيسور تشيليدزي ماروالا، وأبرز الدكتور وليد الصنيع من “كاكست” أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومات البحث العلمي.
وركزت الجلسات على مناقشة إستراتيجيات تعزيز التعاون الإقليمي في البحث العلمي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الابتكار، وتمكين المجتمعات البحثية من خلال التقنية الحديثة، وناقشت مجموعات العمل قضايا ترتبط بالابتكار العلمي في الأمريكيتين، وآفاق التعاون البحثي في آسيا والمحيط الهادئ، وأولويات البحث في أوروبا، إلى جانب تطوير البنية التحتية للبحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واختتمت الجلسات باستعراض المبادئ الرئيسة لإدارة البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي.