تواصل أسعار الذهب في المغرب اليوم إثارة اهتمام المستثمرين والأسر المغربية، في ظل التذبذبات الحادة التي تشهدها الأسواق العالمية، نتيجة التوترات الجيوسياسية وقرارات البنوك المركزية الكبرى، لا سيما الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
هذه العوامل مجتمعة انعكست بوضوح على أسعار المعدن الأصفر في السوق المغربية، والتي شهدت ارتفاعات لافتة خلال الأيام القليلة الماضية.
الذهب يواصل الارتفاع محليًا.. وهذه أحدث الأسعار
بلغ سعر كيلو الذهب عيار 24 نحو 976,076.02 درهم مغربي (ما يعادل 105,478.40 دولار أمريكي)، مسجلًا ارتفاعًا طفيفًا عن تعاملات الأسبوع الماضي.
أما أونصة الذهب عيار 24 بلغت 30,359.36 درهم مغربي، أي حوالي 3,280.75 دولار أمريكي.
وسجل غرام الذهب عيار 24 976.09 درهم مغربي (105.48 دولار).
بينما غرام الذهب عيار 23 وصل إلى 935.37 درهم مغربي (101.08 دولار).
وبلغ غرام الذهب عيار 22: 894.75 درهم مغربي (96.69 دولار).
وغرام الذهب عيار 21 الشائع في المغرب لاسيما في قطاع الحلي والمجوهرات، بلغ 854.03 درهم مغربي (92.29 دولار).
أما غرام الذهب عيار 18 فبلغ 732.07 درهم مغربي (79.11 دولار).
هذا الارتفاع يأتي بالتزامن مع صعود سعر الذهب عالميًا، حيث لامس مستويات قياسية مدعومًا بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة، في ظل استمرار الغموض الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم في كبرى الاقتصادات.
لماذا يرتفع سعر الذهب في المغرب؟
تتأثر أسعار الذهب في المغرب اليوم بعدة عوامل محلية ودولية، وعلى المستوى العالمي، تسببت تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي حول استمرار السياسة النقدية المتشددة في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما ساهمت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية في رفع وتيرة الشراء، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار عالميًا.
محليًا، يتأثر السعر بقيمة الدرهم المغربي مقابل الدولار، إذ أن الأسعار في البورصة العالمية تُقوَّم بالدولار. وكلما انخفضت قيمة الدرهم أمام الدولار، انعكس ذلك مباشرة على السعر النهائي للذهب في السوق المحلي.
كيف ينعكس ارتفاع الذهب على السوق المغربية؟
يُعتبر الذهب في المغرب ليس فقط زينة، بل مخزون قيمة وملاذًا تقليديًا للأسر ضد تقلبات العملة وارتفاع الأسعار.
ومع استمرار صعود الأسعار، بات من الواضح أن هناك تراجعًا في حجم الإقبال على الشراء، خاصة من الطبقات المتوسطة والفقيرة.
المضاربون والمستثمرون يعودون للذهب
ورغم تراجع الإقبال الاستهلاكي، إلا أن ارتفاع الأسعار لم يمنع بعض المستثمرين من العودة إلى الذهب كأداة للتحوط.
يقول الخبير الاقتصادي عبد الإله الحنفي إن “أسعار الذهب في المغرب اليوم تشكل جرس إنذار للمستثمرين الذين يبحثون عن أدوات تحافظ على قيمة أموالهم في ظل ضعف العائد على الودائع البنكية وغياب الاستقرار في بعض أدوات الاستثمار الأخرى”.
ويضيف أن “الذهب يبقى في مقدمة الأصول الدفاعية، خاصة في الفترات التي تتسم بالغموض الجيوسياسي أو التراجع الاقتصادي، وهو ما يفسر موجة الشراء التي شهدتها الأسواق مؤخرًا، سواء من البنوك المركزية أو من المستثمرين الأفراد”.
هل تستمر موجة ارتفاع أسعار الذهب؟
يتوقع عدد من المحللين أن يظل الذهب في مسار صاعد خلال الربع الثاني من 2025، خصوصًا مع استمرار التوترات العالمية واحتمالات الركود الاقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى.
وتشير التقديرات إلى أن أونصة الذهب قد تتجاوز حاجز 3400 دولار في حال استمر الضغط على الدولار الأمريكي، أو دخلت الأسواق في حالة هلع مالي مشابهة لما حدث في 2008.
نصائح للمواطنين في ظل ارتفاع أسعار الذهب في المغرب اليوم
في ظل هذه المعطيات، ينصح الخبراء المواطنين بالتروي قبل الإقدام على شراء الذهب، خاصة لأغراض الاستثمار قصير المدى.
ويشيرون إلى أن الشراء في هذه الفترة قد يكون مناسبًا فقط لمن يرغب بالاحتفاظ بالذهب لفترة طويلة.
أما في ما يتعلق بالعرسان الجدد، الذين يشكلون نسبة كبيرة من مشتري الذهب في المغرب، فإن بعضهم اتجه إلى بدائل مثل الفضة أو الاكتفاء بقطع رمزية من الذهب الخفيف، وسط دعوات مجتمعية إلى التخفيف من المظاهر المكلفة للزواج.
وتبقى أسعار الذهب في المغرب اليوم مرآة للواقع الاقتصادي العالمي، وتعكس بدقة تحركات السوق الدولية.
وبين مستفيد من الارتفاعات ومتحفظ ينتظر انخفاض الأسعار، يبقى الذهب سيد الأسواق، لا سيما في بلد مثل المغرب، حيث يحتفظ هذا المعدن النفيس بقيمة ثقافية واقتصادية كبيرة.
ومع استمرار التغيرات الجيوسياسية والمالية العالمية، من المتوقع أن نشهد المزيد من التحركات في أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة، ما يجعل متابعة هذه الأسعار ضرورة لكل من يخطط للشراء أو الاستثمار.