عمرو الشوبكي لـ«الحرية»: تأسيس حزب الجبهة الوطنية يعكس تحولًا في النظام السياسي المصري 

كتب: محمد مرزوق

قال الدكتور عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن تأسيس حزب الجبهة الوطنية يعد بمثابة تحول نوعي في النظام السياسي المصري، لا سيما من حيث الاعتماد على شخصيات جديدة تساهم في إعادة تشكيل المشهد السياسي.

وأشار الشوبكي، في تصريح خاص لموقع “الحرية”، إلى أن هذا التحول ليس مجرد خطوة شكلية، بل هو مؤشر على حركة أكبر نحو إعادة بناء الحياة الحزبية في مصر، مع ضرورة التوسع في القبول بالشخصيات الجديدة مثل إبراهيم العرجاني، الذي يُعتبر أحد الأسماء البارزة التي تمثل هذا التوجه.

الشوبكي: يجب أن تتمتع الأحزاب المعارضة بنفس حقوق الموالية

ورغم أن تأسيس حزب جديد قد يراه البعض خطوة إضافية نحو تحفيز النشاط السياسي، إلا أن “الشوبكي” يرى أن المشكلة الرئيسية تكمن في المناخ السياسي نفسه، وليس في السماح بتأسيس الأحزاب.

وأوضح قائلاً: “من حق أي مجموعة من الأشخاص تأسيس حزب سياسي وفقًا للقانون والدستور، وهذا حق مكفول للجميع. لذا، فإن الإعلان عن تأسيس حزب الجبهة الوطنية هو حق لهم في التعبير عن آرائهم والظهور في المساحة التي يرونها مناسبة لهم، سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم”.

وأشار إلى أن “ما يحتاجه المناخ السياسي في مصر ليس إضافة أحزاب جديدة فقط، فالمشهد الحزبي في مصر يتضمن بالفعل العديد من الأحزاب السياسية، لكن الأهم من ذلك هو بدء حياة حزبية حقيقية تتسم بالتعددية السياسية والانتخابات المعبرة عن التنوع المجتمعي، وأن يكون هناك وجود حقيقي للأحزاب في البرلمان، بحيث يُحترم تعدد الرؤى والأيديولوجيات”.

وفي ذات السياق، شدد، على ضرورة أن تتمتع جميع الأحزاب، بما فيها أحزاب المعارضة، بنفس حقوق الأحزاب الموالية، بما يشمل حرية الحركة على الأرض ومشاركة فعالة في العملية الانتخابية.

كما دعا، إلى ضرورة الانفصال بين أحزاب الموالاة وأجهزة الدولة، وهو ما ظل ينادي به منذ عقود.

وتابع أنه “منذ بداية التعددية الحزبية في عام 1976، ونحن نطالب بفصل الأحزاب الموالية عن مؤسسات الدولة، لكي يتمكن البرلمان من القيام بدوره كسلطة رقابية حقيقية، ولتتمكن الأحزاب من المشاركة الفعالة في تشكيل الحكومة، بل والتأثير في السياسة العامة”.

وواصل أنه إذا أرادت مصر أن تكون هناك حراك سياسي حقيقي، يجب أن يتم العمل على تقوية المناخ السياسي من خلال تغيير القوانين والأنظمة التي تحد من حرية الأحزاب السياسية في التحرك بحرية.

وأردف: “ليس بالضرورة أن تكون كثافة الأحزاب هي المقياس الوحيد للنجاح السياسي، بل الأهم أن يكون لكل حزب دور حقيقي في التأثير على السياسات العامة، وهو ما يمكن تحقيقه إذا توافرت الظروف السياسية السليمة”.

من جهة أخرى، شدد “الشوبكي”، على أن الانتخابات السياسية المقبلة تشكل فرصة كبيرة أمام الشعب المصري لإحداث تغيير حقيقي في الحياة السياسية، وأن التعددية الحزبية الفاعلة ستكون هي الأساس في تحسين النظام السياسي، مؤكدًا على ضرورة أن تتسم الانتخابات القادمة بالتنافس الحقيقي بين القوى السياسية المختلفة بعيدًا عن أية تأثيرات أو ضغوطات.

ويرى “الشوبكي”، أن المستقبل السياسي لمصر يعتمد بشكل كبير على إصلاح المناخ السياسي بشكل كامل، بما في ذلك توسيع المساحة للأحزاب السياسية لتتفاعل بحرية مع المجتمع، والعمل على تفعيل النظام الديمقراطي من خلال انتخاب ممثلين حقيقيين للشعب، وليس مجرد التوسع في عدد الأحزاب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.