لا تزال الأوساط السياسية غير قادرة حتى الآن على استيعاب مفاجأة كشف عنها البيت الأبيض مؤخرًا بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منخرط بنفسه في مفاوضات مباشرة مع حركة حماس في غزة.
وجاءت المفارقة بعد أن اعتبرت الأوساط السياسية العبرية أن هذه الخطوة بمثابة خطوة معادية لسياسات تل أبيب، واعتبرت أوساط عربية أن هذه الخطوة تمثل سحبًا من الرصيد السياسي للأطراف العربية التي كانت تحتكر الوساطة بين الولايات المتحدة وحركة حماس.
خيط الاتصال بين حماس والبيت الأبيض
وفي مفاجأة كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن أن سهى عرفات، التي تعيش عيش كبار الأثرياء في باريس بعيدًا عن لهيب الحرب في غزة هي التي كانت كانت بداية خيط الاتصال بين حماس وبين البيت الأبيض.
وقالت الصحيفة العبرية النافذة، إن سهى عرفات أعطت بشارة بحبح، المقرب من ترامب رقم هاتف غازي حمد القيادي في حماس، وأن حمد عندما تلقى اتصال بحبح وافق فورًا دون قيد أو شرط على إطلاق سراح عيدان ألكسندر الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية لدى حماس.
ويُعد بحبح شخصية محورية في جهود الوساطة الحالية، وقد ساهم مؤخرًا في تأمين إطلاق الجندي الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر، المحتجز لدى “حماس”.
منظمة “العرب الأميركيون من أجل ترامب”
وولد بشارة بحبح المقرب من ترامب، في القدس عام 1958، وهاجر لاحقًا إلى الولايات المتحدة حيث درس في جامعة بريغهام يونغ بولاية يوتاه، ثم نال شهادة الماجستير من جامعة هارفارد عام 1981 في دراسات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، وأكمل الدكتوراه في الأمن الإقليمي عام 1983، وعمل لاحقًا أستاذًا في جامعة هارفارد ومديرًا مساعدًا لمعهد الشرق الأوسط التابع لها، وشارك ضمن الوفد الفلسطيني في محادثات السلام متعددة الأطراف بين 1991 و1993.
وكان بحبح لفترة طويلة من الداعمين للحزب الديمقراطي، قبل أن ينتقل لدعم الجمهوريين ويؤسس منظمة “العرب الأميركيون من أجل ترامب” عام 2004.
وساهم في فوز الرئيس الرئيس دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس مما أعطى بحبح مصداقية ومساحة كبيرة لدى ترامب بعد عودته للبيت الأبيض.