كتب القيادي الوفدي ياسر حسان، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك “، سجل عام 2024 حضورًا قويًا على الساحة السياسية العالمية، بوصفه “عام الانتخابات بامتياز”، حيث جرت أكثر من 60 عملية انتخابية في مختلف أنحاء العالم، محققة نتائج وصفت بأنها مثيرة وغير متوقعة.
قد وثّقت التقارير الإعلامية والصحفية، الصادرة عن وكالات أنباء عالمية مثل رويترز وأسوشيتد برس، هذه التطورات، مشيرة إلى تصاعد الغضب الشعبي ضد الأداء الاقتصادي وفشل النخب السياسية.
وقال، تميزت الانتخابات بانتصارات غير متوقعة لليسار في دول مثل المكسيك، حيث أصبحت كلوديا شينباوم أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، بعد حملة انتخابية تاريخية أشارت فيها إلى قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة. أما في أوروبا، فقد انقلبت المعادلة السياسية في بريطانيا بفوز حزب العمال للمرة الأولى منذ أكثر من عقد على حساب المحافظين، في انتصار وصفه المحللون بـ”التحول الكبير”. وفي فرنسا، أسفرت الانتخابات البرلمانية عن مشهد سياسي منقسم، مما أدى إلى تشكيل حكومة هشة يصعب عليها تمرير القوانين الأساسية.
وأفاد، بأنه على الجانب الآخر، هيمن اليمين المتشدد على انتخابات البرلمان الأوروبي، حيث عزز الشعبويون نفوذهم بشكل ملحوظ، وفقًا لتقارير تحليلية نشرتها قناة فرانس 24.
وأوضح ياسر حسان، أنه في إيران، انتصر الإصلاحيون في الانتخابات الرئاسية، متجاوزين المحافظين للمرة الأولى منذ سنوات، في حين عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبضته على السلطة بفوزه في انتخابات وصفها المراقبون بأنها “شكلية”، مما يجعله أطول رئيس يحكم روسيا الحديثة. وفي الهند، تمكن ناريندرا مودي من الفوز في الانتخابات البرلمانية، لكنه فشل في تحقيق الأغلبية التي كان يطمح إليها.
وأكد، بأن جنوب إفريقيا شهدت حدثًا تاريخيًا بفقدان حزب المؤتمر الوطني، الذي أسسه نيلسون مانديلا، أغلبيته البرلمانية لأول مرة، ما يعكس حالة من التغيير السياسي الجذري في البلاد.
وواصل، كانت الانتخابات الأمريكية واحدة من أبرز الأحداث، حيث حقق الجمهوريون فوزًا كاسحًا، مسيطرين على الرئاسة والكونغرس بمجلسيه. وتناولت وسائل إعلام أمريكية مثل سي إن إن وواشنطن بوست هذه النتائج، مشيرة إلى أنها جاءت نتيجة لخيبة أمل الناخبين من السياسات الاقتصادية للإدارة الديمقراطية السابقة.
وأردف القيادي الوفدي، بأنه رغم هذه التحولات العالمية، بقي العالم العربي خارج دائرة التغيير السياسي. لا تزال الانتخابات، إن وجدت، في المنطقة غير قادرة على تحقيق تغيير جذري أو مفاجئ. ووفقًا لتقارير صادرة عن الجزيرة وبي بي سي عربي، يفضل معظم الحكام العرب الاستمرار في مساراتهم دون تقديم بدائل سياسية حقيقية.
وتابع، أجمعت التقارير الإعلامية على أن معظم النتائج الانتخابية في عام 2024 جاءت انعكاسًا لغضب شعوب العالم من الأداء الاقتصادي المتردي والسياسات التي فشلت في تحسين مستويات المعيشة. ووفقًا لتقرير أصدرته وكالة بلومبيرغ، فإن ارتفاع معدلات التضخم والبطالة كانا المحركين الرئيسيين وراء هذه التحولات السياسية.
وأضاف، اختتم عام 2024 تاركًا العالم في حالة ترقب لما سيأتي في 2025. هل ستستمر هذه التحولات السياسية؟ أم أن الاستقرار سيعود إلى الساحة الدولية؟ الأيام القادمة هي من ستجيب.