في جناحه الصغير بمعرض “تراثنا”، جلس علاء أنس محاطا بأكوام من أعواد البامبو، يحولها بأيديه إلى تحف فنية تبهر الناظرين. كان يضع لمساته الإبداعية على كل قطعة، مؤمنا بأن هذه المادة الطبيعية المرنة تحمل إمكانات غير محدودة، والبامبو بالنسبة له ليس مجرد خامة، بل هو وسيلة لتحقيق أفكار مبتكرة، تعكس شغفا استمر لسنوات في إعادة إحياء التراث بأسلوب عصري.
البامبو بين التراث واللمسات العصرية
يقول علاء: “البامبو ليس مجرد خامة، بل هو حكاية تراثية يمكننا إعادة إحيائها بلمسات عصرية، وأبدأ يومي بالتفكير في تصميمات جديدة، مستوحاة من الطبيعة والحياة اليومية، وأبتكر من البامبو أشكالا متنوعة مثل الحقائب اليدوية، وأدوات المكتب، والمعلقات الجدارية”، لكنه لا يكتفي بذلك، بل أضاف إلى مجموعته إبداعا فريدا عبارة عن مجسمات بارزة لحيوانات مثل الزراف والغزال والفيل، وزودها بمصابيح مضيئة، لتصبح قطعا فنية تضفي أجواء ساحرة في أي مكان توضع فيه.
دعم ذوى الهمم ودورهم فى الإبداع والتغيير
وأكد علاء: “إن أعواد البامبو بسيطة لكنها مليئة بالإمكانات، فعندما بدأت العمل بها كنت أرى فيها فرصة لصنع شيء مميز، ولم يكن هدفي فقط هو صناعة منتجات جميلة، بل أردت أن أكون جزءا من تغيير حقيقي في حياة ذوي الهمم فأحرص دائما على تدريبهم على هذه الحرفة لأكون سببًا في بناء مهاراتهم وإبداعهم، وأؤمن بأن ذوي الهمم يمتلكون طاقة وإصرارًا هائلين، ومن خلال العمل معهم أرى كيف يتغيرون وتزداد ثقتهم بأنفسهم مع كل قطعة ينجزونها، كما أن مشاركتهم في هذه الصناعة تعطيهم فرصة لإثبات قدراتهم وتوفير دخل مادي مستدام لهم”.
أقرأ أيضا:السمسمية: من تراث قناة السويس إلى قائمة اليونسكو.. إنجاز مصرى عالمى
سلمان يشكل الفخار القناوي بمعرض تراثنا: «ميراثنا من الفراعنة» (فيديو)
الإصرار والإبداع: تحف فنية تحمل رسائل قوية
واكتشف علاء خلال التدريبات شغفا وإبداعا غير متوقع لدى فريقه، حيث عبّر قائلًا: “ذوو الهمم يملكون إصرارًا يفوق التوقعات، ومع كل قطعة يصنعونها تتزايد ثقتهم بأنفسهم، كما أن الأعمال التي ينجزونها ليست مجرد تحف فنية، بل رسائل تحمل بداخلها قوة وإرادة قادرة على تحدي كل العقبات”.