كتبت منة عثمان:
تُعدّ الغدة الدرقية من أهم الغدد الصماء في الجسم، حيث تلعب دورًا حيويًا في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية.
ويُعتبر الهرمون المنبّه للغدة الدرقية (TSH) مؤشرًا رئيسيًا على صحة هذه الغدة، إذ يُحفّزها على إنتاج الهرمونات الضرورية لعمليات الأيض والنمو.
تُفرز الغدة النخامية هذا الهرمون، وتُعدّ مستوياته مؤشرًا حيويًا على صحة الغدة الدرقية.
المستويات الطبيعية لهرمون TSH
تتراوح المستويات الطبيعية لهرمون TSH بين 0.4 و4.0 ملي وحدة دولية لكل لتر (mIU/L).
قد تختلف هذه القيم قليلاً باختلاف المختبرات والمعايير المستخدمة.
ومن المهم مراعاة أن عوامل مثل العمر، والحمل، وبعض الحالات الطبية قد تؤثر على هذه المستويات.
ارتفاع مستويات TSH (قصور الغدة الدرقية):
عندما ترتفع مستويات TSH فوق المعدل الطبيعي، فهذا يشير غالبًا إلى قصور في وظيفة الغدة الدرقية، حيث لا تنتج كميات كافية من الهرمونات الدرقية، وتشمل الأعراض المرتبطة بهذه الحالة:
الشعور بالتعب والإرهاق المستمر؛ نتيجة لانخفاض معدل الأيض.
زيادة الوزن غير المبررة: بسبب تباطؤ عمليات الأيض.
الحساسية المفرطة للبرد: نتيجة لانخفاض إنتاج الحرارة في الجسم.
جفاف البشرة والشعر؛ بسبب نقص الهرمونات الدرقية.
بطء في ضربات القلب؛ نتيجة لتأثير الهرمونات الدرقية على القلب.
ويُشير الدكتور أحمد عبد الله، أخصائي الغدد الصماء، إلى أن “ارتفاع مستويات TSH يُعتبر مؤشرًا على قصور الغدة الدرقية، ويتطلب تقييمًا دقيقًا لتحديد العلاج المناسب”.
انخفاض مستويات TSH (فرط نشاط الغدة الدرقية):
إذا كانت مستويات TSH أقل من المعدل الطبيعي، فقد يكون ذلك مؤشرًا على فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تُنتج كميات زائدة من الهرمونات الدرقية، وتشمل الأعراض المرتبطة بهذه الحالة:
فقدان الوزن غير المبرر: بسبب زيادة معدل الأيض.
زيادة معدل ضربات القلب: نتيجة لتأثير الهرمونات الزائدة على القلب.
القلق والتوتر: بسبب تأثير الهرمونات على الجهاز العصبي.
زيادة التعرق: نتيجة لزيادة نشاط الغدة الدرقية.
صعوبة في النوم: بسبب فرط النشاط الأيضي.
تُشير الدكتورة سارة محمد، استشارية الغدد الصماء، إلى أن “انخفاض مستويات TSH قد يدل على فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو حالة تتطلب تدخلًا طبيًا لتجنب المضاعفات”.
أهمية فحص TSH:
يُعتبر فحص TSH أداة تشخيصية مهمة لتقييم وظيفة الغدة الدرقية، ويُوصى بإجراء هذا الفحص في الحالات التالية:
ظهور أعراض قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية: مثل التعب، أو فقدان الوزن، أو زيادة الوزن.
متابعة العلاج لاضطرابات الغدة الدرقية: لضمان فعالية العلاج وتعديل الجرعات إذا لزم الأمر.
الفحص الدوري للأشخاص المعرضين لخطر اضطرابات الغدة الدرقية: مثل النساء الحوامل أو الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
ويُشير الدكتور خالد علي، أخصائي الباطنة، إلى أن “فحص TSH يُعدّ من أكثر الفحوصات دقة لتقييم وظيفة الغدة الدرقية، ويُنصح به خاصةً عند ظهور أعراض غير مبررة”.
العوامل المؤثرة على مستويات TSH:
تتأثر مستويات TSH بعدة عوامل، منها:
الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر على إفراز TSH أو على استجابة الغدة الدرقية له.
الحمل: قد تنخفض مستويات TSH خلال الحمل، خاصة في الأشهر الأولى.
الأمراض المزمنة: بعض الحالات الطبية قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية ومستويات TSH.
نصائح للحفاظ على صحة الغدة الدرقية:
التغذية المتوازنة: تأكد من الحصول على كميات كافية من اليود، السيلينيوم، والزنك، حيث تلعب هذه المعادن دورًا مهمًا في وظيفة الغدة الدرقية.
ممارسة النشاط البدني بانتظام: يساهم في تحسين وظائف الجسم بشكل عام، بما في ذلك الغدة الدرقية.
تجنب التعرض للإشعاعات الضارة: خاصة في منطقة الرقبة، حيث قد تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية.
الفحص الدوري: خاصة إذا كان لديك تاريخ عائلي لأمراض الغدة الدرقية أو كنتِ تخططين للحمل.
استشارة الأطباء والمختصين: يؤكد الأطباء على أهمية متابعة مستويات TSH بانتظام، خاصة عند ظهور أعراض تشير إلى اضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية.