في ليلة حزينة من صيف عام 1989، شهدت حياة الفنان الشعبي أحمد عدوية نقطة تحول مأساوية كادت تودي بحياته، ففي حادثة غامضة بفندق في القاهرة، تناول عدوية مشروبًا دُست فيه مواد مخدرة قوية، ليغرق في غيبوبة استمرت ثلاثة أشهر، وحينها، بدأ فصل جديد في حياة “عدوية”، رحلة شاقة من الألم والتحدي، استمرت سنوات طويلة حتى استعاد جزءً من قدراته الجسدية والذهنية.
كانت الحادثة بمثابة زلزال في حياة أحمد عدوية الفنية والشخصية، حيث تم نقله إلى المستشفى بحالة حرجة، وقد عانى من فشل في وظائف الكلى والكبد، بالإضافة إلى تلف في خلايا المخ، وعلى مدار عشرين يومًا، كان الفنان في العناية المركزة، حيث صارع الأطباء لإنقاذ حياته.
ورغم أن حالته بدأت بالتحسن تدريجيًا، إلا أن عدوية خرج من الغيبوبة ليجد نفسه غير قادر على المشي أو الحديث، وهذه الصدمة تركت أثرًا عميقًا على مسيرته الفنية، حيث غاب عن الساحة لمدة خمس سنوات.
وبعد تجاوز المرحلة الأولى من الخطر، بدأت رحلة العلاج التي استمرت لسنوات، حيث تنقل “عدوية” بين مستشفيات في القاهرة وباريس لتلقي العلاج الطبيعي والعلاج النفسي، وتطلب الأمر جلسات مطولة من التدليك والعلاج الحركي لاستعادة السيطرة على أطرافه، ورغم بشائر التحسن، أكد الأطباء أن التلف في خلايا المخ كان عائقًا أمام التعافي الكامل.
وعلى الرغم من الألم، لم يستسلم أحمد عدوية، بحلول عام 1990، بدأ يتحرك مجددًا بمساعدة جلسات العلاج، وفي عام 1994، عاد إلى الساحة الفنية بألبوم جديد “من زمن فات”، ورغم أن صوته لم يعد كما كان، إلا أن عزيمته جعلته نموذجًا للثبات في مواجهة المحن.
وتحدث “عدوية” بعد سنوات عن الحادثة، واصفًا إياها بأنها “مؤامرة لقتله”، ورغم الجدل حول الجاني، إلا أنه ركز على المضي قدمًا، وحرص على الحفاظ على حياته الأسرية بعيدًا عن الأضواء.
ورغم تعافي “عدوية” جزئيًا واستعادته القدرة على الغناء بعد سنوات، إلا أن الحادثة تركت أثرًا عميقًا على حياته ومسيرته الفنية، وبقيت التساؤلات حول الدافع الحقيقي وراء محاولة اغتياله جزءًا من لغز لم يُحَل بالكامل.