ميساء صابرين.. أول امرأة تقود مصرف سوريا المركزي وتفتح آفاق التغيير

كتبت منة عثمان:

صنعت ميساء صابرين التاريخ بتعيينها كأول امرأة تتولى منصب حاكم مصرف سوريا المركزي في 30 ديسمبر 2024، لتفتح الباب أمام تمكين المرأة السورية في القطاع المالي الذي لطالما كان يهيمن عليه الرجال.

ويحمل تعيينها دلالات كبيرة على التطور الاجتماعي في سوريا، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد.

المسيرة المهنية والخبرات العملية

ليست مجرد شخصية عابرة في القطاع المصرفي، بل هي امرأة كرست حياتها لتطوير النظام المالي السوري.

انطلقت مسيرتها المهنية في مصرف سوريا المركزي منذ أكثر من 15 عامًا، حيث تولت مسؤوليات عديدة شكلت أساس نجاحها، وشغلت في عام 2018 منصب مديرة مديرية مفوضية الحكومة لدى المصارف، حيث قادت عمليات تنظيم البنوك ومراقبة أدائها.

وفي عام 2020، تمت ترقيتها إلى منصب النائب الأول لحاكم المصرف، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في إدارة السياسات النقدية ومراقبة تطبيقها.

إلى جانب ذلك، ساهمت في تطوير سوق دمشق للأوراق المالية بصفتها عضوًا في مجلس إدارتها، حيث قدمت رؤى مبتكرة لتعزيز التداول وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.

ميساء-صابرين-..-أول-امرأة-تقود-مصرف-سوريا-المركزي-وتفتح-آفاق-التغيير
ميساء صابرين

التعليم والمؤهلات الأكاديمية

تميزت ميساء صابرين بتأهيل أكاديمي قوي ساعدها على التفوق في حياتها المهنية.

حصلت على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة دمشق، ثم استكملت دراستها لتحصل على درجة الماجستير في نفس التخصص.

كما أنها تحمل شهادة في المحاسبة القانونية، مما أضاف إلى خبراتها العمق اللازم لفهم التحديات المالية وتقديم الحلول.

التحديات الحالية وأولوياتها

تسلمت ميساء صابرين قيادة مصرف سوريا المركزي في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية غير مسبوقة.

من أبرزها التضخم المرتفع، تراجع قيمة الليرة السورية، وانخفاض الاحتياطي النقدي هي تحديات بارزة أمامها.

تعمل على وضع استراتيجيات لإعادة استقرار سعر الصرف، وتعزيز احتياطي العملات الأجنبية، وإعادة بناء الثقة بين المواطنين والنظام المصرفي.

كما تركز جهودها على تحسين السياسات المالية لتمكين الاقتصاد السوري من التعافي

من أولوياتها أيضًا جذب الاستثمارات الخارجية لدعم إعادة الإعمار، مع ضمان الشفافية والمصداقية في التعاملات المصرفية.

ميساء-صابرين-..-أول-امرأة-تقود-مصرف-سوريا-المركزي-وتفتح-آفاق-التغيير
ميساء صابرين

التأثير على تمكين المرأة

إن تعيين ميساء صابرين في هذا المنصب يمثل إنجازًا غير مسبوق للمرأة السورية، في مجتمع تعاني فيه المرأة من تحديات اجتماعية وثقافية.

وجاء هذا التعيين ليؤكد قدرتها على تحقيق نجاحات كبيرة في مناصب قيادية، تسهم  من خلال إنجازاتها في تعزيز صورة المرأة السورية كعنصر فاعل في بناء الاقتصاد الوطني، وهو ما يعد حافزًا للأجيال القادمة من النساء لتحدي الحواجز التقليدية.

رؤية للمستقبل

بفضل خبرتها الطويلة، فإن ميساء صابرين لديها رؤية طموحة لمستقبل الاقتصاد السوري.

إلى جانب شبكة علاقاتها القوية داخل وخارج سوريا، تسعى إلى تطوير نظام مصرفي حديث يدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة كجزء من خطة شاملة للنهوض بالاقتصاد.

كما تهدف إلى تحسين البيئة التشريعية للنظام المالي لتوفير استقرار مستدام على المدى الطويل.

شخصية استثنائية

تُعرف بأنها شخصية قيادية هادئة ولكن حازمة، تجمع بين المرونة والصرامة في اتخاذ القرارات.

وصفها زملاؤها بأنها تتمتع بذكاء مالي استثنائي وقدرة على تحليل الأزمات المعقدة ووضع حلول فعالة لها.

إلى جانب ذلك، فإن قدرتها على التواصل الفعّال مع مختلف الأطراف، سواء المحلية أو الدولية، يجعلها شخصية محورية في المشهد الاقتصادي السوري.

ميساء-صابرين-..-أول-امرأة-تقود-مصرف-سوريا-المركزي-وتفتح-آفاق-التغيير
ميساء صابرين

ليست فقط أول امرأة تتولى منصب حاكم مصرف سوريا المركزي، بل هي أيضًا مصدر إلهام للمرأة السورية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد.

تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة لتحسين الأوضاع الاقتصادية وإعادة الثقة في النظام المالي.

ويعتبر تعيينها هو شهادة على كفاءتها ومثابرتها، ورسالة واضحة بأن المرأة قادرة على تحقيق التغيير حتى في أكثر المجالات تحديًا.

كما يُبرز تعيينها قوة الإرادة والعمل الجاد، وهو نقطة تحول مهمة ليس فقط في حياتها الشخصية، ولكن أيضًا في تاريخ سوريا الاقتصادي والاجتماعي.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/etj7

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.