أعلنت فنادق مرسى علم، في بيان رسمي، اعتذارها العميق لنزلائها عقب حادث مؤلم شهدته المنطقة، حيث تم اتخاذ قرار استثنائي بمنع نزول البحر لمدة ثلاثة أيام متتالية بدءًا من يوم غدٍ الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، هذا القرار جاء في أعقاب حادث هجوم من سمكة قرش على سائحين في مياه البحر العميقة بمنطقة شمال مرسى علم.
الحادث أسفر عن وفاة أحد الضحايا، مما استدعى تدخلًا عاجلًا من قبل وزارة البيئة المصرية التي أعلنت عن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، وأصدرت توجيهات عاجلة للتعامل مع تداعياته.
تفاصيل الحادث والإجراءات الفورية
تلقت وزارة البيئة المصرية في يوم الأحد 29 ديسمبر 2024 بلاغًا عن تعرض سائحين أجنبيين لهجوم من سمكة قرش في منطقة شمال مرسى علم، وهي منطقة غير مخصصة للسباحة. الهجوم أسفر عن وفاة أحد السائحين، بينما أصيب الآخر بجروح بالغة تم على إثرها نقله إلى مستشفى بورتو غالب لتلقي العلاج. الحادث وقع في مياه البحر العميقة خارج نطاق منطقة السباحة المحددة، وهو ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات سريعة للوقوف على أسباب الحادث وضمان سلامة باقي الزوار.
تصريحات وزيرة البيئة
في تصريح رسمي لها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أنه تم رفع حالة الاستعداد القصوى في محميات البحر الأحمر لمتابعة الحادث بشكل دقيق، حيث تم تشكيل لجنة فورية للتحقيق في الحادث بالتنسيق مع محافظة البحر الأحمر والجهات المعنية. وأضافت الوزيرة في حديثها: “إن هذا الحادث نادر جدًا ولا يمكن تجاهله، ونحن في وزارة البيئة نتعامل معه بكل جدية وحرص على سلامة المواطنين والسياح على حد سواء. تم نشر فرق طوارئ لمراجعة المنطقة بالكامل من أجل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة.”
وأكدت الوزيرة أن الوزارة ستعمل على زيادة الوعي بين السياح والمترددين على الشواطئ حول سبل السلامة، مشددة على أن الوزارة تعمل جاهدة على منع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها
إزاء الحادث، قررت وزارة البيئة إغلاق منطقة السقالات ومنع السباحة فيها لمدة يومين اعتبارًا من يوم غدٍ الثلاثاء 31 ديسمبر. وأوضحت الوزيرة أن هذا القرار يأتي في إطار الإجراءات الوقائية التي سبق وأن تم نشر تعليمات مشددة بشأنها، حيث كان قد تم تحذير الزوار مسبقًا من السباحة في بعض المناطق غير المسموح بها في البحر الأحمر، والتي تضم مناطق تواجد أسماك القرش. وأضافت: “لقد تم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة الجميع، بما في ذلك منع السباحة في المناطق الأكثر عرضة لتواجد أسماك القرش.”
توجيهات الوزيرة بشأن متابعة الوضع البيئي
وفي إطار المتابعة الدقيقة، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على ضرورة الحفاظ على استقرار الأوضاع البيئية في منطقة الحادث. وقالت: “منذ تلقي البلاغ، قمنا بتكثيف عمليات المسح البيئي في مناطق الحادث لضمان عدم وجود أي مخاطر بيئية أخرى، وسنقوم بتكثيف جهودنا لمراقبة الوضع في البحر الأحمر بشكل عام.” كما أعلنت الوزيرة أنه سيتم متابعة نتائج التحقيق في الحادث بشكل يومي لضمان اتخاذ الإجراءات الصحيحة والتأكد من عدم وجود تهديدات إضافية.
ردود فعل وسائل الإعلام والمجتمع المحلي والدولي
لاقى الحادث تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية. فبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يعتبر حادث هجوم القرش في منطقة شمال مرسى علم من الحوادث النادرة في البحر الأحمر، وهو ما استدعى اهتمامًا بالغًا من قبل مختلف وسائل الإعلام العالمية. وذكرت وكالة “فرانس برس” أن الحادث كان صدمة لكثير من السياح الذين اعتبروا مرسى علم من أبرز الوجهات الآمنة للسياحة البحرية.
على الصعيد المحلي، عبر العديد من أصحاب الفنادق والمنتجعات في مرسى علم عن تفهمهم للقرار الصادر بمنع السباحة. وأكدوا في تصريحات لموقع “اليوم السابع” و”العين الإخبارية” أن هذا القرار يأتي في إطار أولويات الحفاظ على سلامة الزوار، مشيرين إلى أن الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها لا تهدف إلى إعاقة النشاط السياحي، بل إلى ضمان بيئة آمنة وسليمة للجميع.
تأثير الحادث على السياحة في البحر الأحمر
لا شك أن هذا الحادث يسلط الضوء على بعض المخاوف المتعلقة بالأمان في مناطق السباحة المفتوحة في البحر الأحمر. ومع ذلك، لا تزال مرسى علم واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في المنطقة، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن البحر الأحمر استقبل أكثر من 5 ملايين سائح في العام 2024، بنسبة زيادة قدرها 18% مقارنة بالعام 2023. وعلى الرغم من الحادث المؤسف، تتوقع الجهات السياحية أن يستمر التدفق السياحي إلى المنطقة في المستقبل القريب، خاصة مع إجراءات الوقاية والاهتمام الكبير الذي توليه وزارة البيئة لضمان استقرار الوضع.
تصريحات وزيرة البيئة حول مستقبل الإجراءات
في ختام تصريحاتها، أكدت الوزيرة أن الوزارة ستواصل متابعة الوضع بكل دقة، وأن جميع التدابير الوقائية التي تم اتخاذها ستظل سارية حتى التأكد من استقرار الوضع بشكل كامل. وأضافت: “نحن ملتزمون بضمان بيئة آمنة للمواطنين والزوار في البحر الأحمر، وسنواصل العمل على تطبيق أعلى معايير السلامة البيئية في المناطق السياحية.”
على الرغم من الحادث المؤسف الذي وقع في شمال مرسى علم، إلا أن الإجراءات السريعة التي اتخذتها وزارة البيئة تؤكد التزام الحكومة المصرية بأعلى معايير الأمان البيئي والسلامة للسياح. ومع اتخاذ كافة التدابير الوقائية، يتوقع أن تعود الأنشطة البحرية في المنطقة إلى طبيعتها قريبًا. يبقى أن السلطات المعنية ستواصل متابعة الوضع عن كثب لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، مع الحفاظ على سمعة البحر الأحمر كأحد أبرز المقاصد السياحية العالمية.