شهد مسجد حسين صدقي بمنطقة المعادي منذ قليل، وصول جثمان الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية، استعدادًا لأداء صلاة الجنازة عليه وسط حضور حاشد من الشخصيات الفنية والعامة، يتقدمهم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، وعدد من كبار الفنانين مثل عبد الباسط حمودة، في وداع حزين للفنان الذي أثرى الفن الشعبي المصري لعقود طويلة.
احتشد المئات في المسجد لتأدية صلاة الجنازة على الراحل، الذي غادر الحياة بعد رحلة طويلة من العطاء الفني. وحضر الجنازة لفيف من الفنانين والموسيقيين الذين وقفوا جنبًا إلى جنب مع عائلة الفقيد، حيث سادت أجواء من الحزن والتأثر البالغ.
وفي كلمته أمام الحضور، عبّر الفنان مصطفى كامل، نقيب الموسيقيين، عن حزنه البالغ قائلاً: “فقدنا اليوم قيمة كبيرة للفن المصري والعربي، أحمد عدوية لم يكن مجرد مطرب شعبي، بل كان رمزًا لمعاناة الإنسان البسيط وأحلامه”.
وأضاف مصطفى، ” أن الفن الشعبي لن يعرف بديلًا لعدوية، مؤكدًا أن ذكراه ستظل خالدة بأغانيه وأعماله التي أثرت في وجدان الملايين “.
وبين، “رحيل أحمد عدوية فقدان كبير للساحة الفنية. كان رمزًا للإبداع وملهِمًا لأجيال من الفنانين، وسيظل صوته خالدًا في وجداننا”.
ولم يتمالك مصطفى كامل دموعه أثناء حديثه عن اللحظات الأخيرة للفنان الراحل، ما أثر في جموع الحاضرين.
لم يستطع الفنان محمد عدوية، نجل الفقيد، تمالك نفسه أثناء الجنازة، حيث انهار بالبكاء مرات عديدة، خاصة أثناء نقل الجثمان إلى السيارة التي ستقله إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة في السيدة عائشة.
وكان الفنان عبد الباسط حمودة من أكثر الحضور تأثرًا، حيث شوهد يبكي بحرقة وهو يردد: “مع السلامة يا عدوية، الدنيا خسرتك، فقدتُ صديقًا وأخًا قبل أن يكون فنانًا “.
بعد انتهاء صلاة الجنازة، يتوجه موكب التشييع إلى مقابر العائلة بمنطقة السيدة عائشة، حيث تم دفن الجثمان في أجواء مليئة بالدموع والدعاء. وحرص الفنانون الحاضرون على دعم أسرة الراحل، فيما تعالت دعوات الرحمة والمغفرة على قبره.
يُذكر أن أحمد عدوية، الذي وُلد عام 1945، كان أحد أبرز رموز الفن الشعبي المصري. قدّم خلال مسيرته الفنية مئات الأغاني التي حُفرت في ذاكرة الشعب المصري، مثل “بنت السلطان” و”زحمة يا دنيا زحمة”، ليصبح واحدًا من أعظم مطربي جيله وأكثرهم تأثيرًا.