نتنياهو بعد جراحة استئصال البروستاتا.. هل تقترب نهاية مسيرته السياسية في إسرائيل؟

نتنياهو بعد جراحة استئصال البروستاتا.. هل تقترب نهاية مسيرته السياسية في إسرائيل؟

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، عملية جراحية لاستئصال البروستاتا في مستشفى “هداسا” بالقدس، وسط متابعة طبية دقيقة لحالته الصحية. العملية التي استغرقت ساعتين تم إجراؤها بعد أن أظهرت الفحوصات الطبية حاجة ماسة لهذا الإجراء نتيجة تضخم حميد في البروستاتا. وفي هذا المقال، نعرض لك تفاصيل العملية الجراحية، حالة نتنياهو الصحية بعد العملية، وتأثير ذلك على الوضع السياسي في إسرائيل، بالإضافة إلى بعض التوقعات المستقبلية بشأن قيادته في ظل الظروف الصحية والسياسية الراهنة.

1. نتنياهو يخضع لعملية جراحية ناجحة لاستئصال البروستاتا

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إجراء عملية جراحية له مساء الأحد في مستشفى “هداسا” بالقدس، وهي العملية التي استغرقت حوالي ساعتين تحت التخدير الكامل. العملية كانت ضرورية بعد أن كشف الأطباء عن وجود تضخم حميد في البروستاتا، مما سبب عدوى في المسالك البولية، وهو ما استدعى التدخل الجراحي العاجل.

وقد تم التأكيد من قبل المكتب الطبي أنه بعد العملية، استعاد نتنياهو وعيه بالكامل وكان في حالة صحية جيدة.

وأضاف البيان أن العملية تمت بنجاح دون أية مضاعفات، وتم نقل رئيس الوزراء إلى جناح محصن تحت الأرض في المستشفى ليظل تحت المراقبة الطبية لمدة عدة أيام.

نتنياهو
نتنياهو

2. تفاصيل العملية الجراحية وحالة نتنياهو الصحية

في بيان نشره مكتب نتنياهو، تم التأكيد على أن العملية التي أجريت له كانت ضرورية بعد اكتشاف الأطباء مشاكل صحية تتعلق بالبروستاتا، حيث تبين أن هناك تضخمًا حميدًا في البروستاتا أدى إلى حدوث عدوى في المسالك البولية. وعلى الرغم من أن هذه الحالة لم تكن تتضمن أي أورام سرطانية، إلا أن الحاجة للإجراء الجراحي كانت ملحة.

وأشار البروفيسور عوفر غوفريت، رئيس قسم المسالك البولية في مستشفى “هداسا”، إلى أن العملية سارت كما هو مخطط لها، وأنه لم يكن هناك خوف من الإصابة بسرطان أو أورام خبيثة. كما أوضح أن نتنياهو استفاق من التخدير وهو في حالة صحية جيدة، وأنه سيظل في المستشفى عدة أيام لمتابعة حالته.

وتأتي هذه الجراحة بعد سلسلة من الإجراءات الطبية التي خضع لها نتنياهو في الآونة الأخيرة. ففي مارس الماضي، خضع لعملية جراحية لإصلاح فتق في منطقة البطن، وفي يوليو من العام الماضي، تم زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب نتيجة لمخاوف طبية. هذه العمليات المتكررة تثير تساؤلات حول قدرة نتنياهو على الاستمرار في قيادة الحكومة وسط هذه الظروف الصحية.

3. الوضع السياسي لإسرائيل بعد جراحة نتنياهو

في الوقت الذي يخضع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي للعلاج، تواصل إسرائيل خوض حربها المستمرة في قطاع غزة، وهو ما يضع الحكومة الحالية تحت ضغوط سياسية هائلة. في الآونة الأخيرة، أظهرت استطلاعات الرأي أن الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو يواجه تحديات كبيرة، حيث يفتقر إلى الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة جديدة إذا أجريت الانتخابات الآن.

وتشير التحليلات السياسية إلى أن حزب “الليكود” الذي يرأسه نتنياهو قد يواجه منافسة شديدة من الأحزاب المعارضة، وخاصة من حزب “يمينا” الذي يترأسه رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت. إذا قرر بينيت خوض الانتخابات، فمن المحتمل أن يتفوق على “الليكود” ويشكل الحكومة الجديدة، مما يزيد من تعقيدات الوضع السياسي في إسرائيل. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الائتلاف الحالي سيكون غير قادر على الحصول على الأغلبية إذا أجريت الانتخابات في الوقت الراهن، حيث تشير التوقعات إلى أن الأحزاب المناهضة لنتنياهو قد تحقق 62 مقعدًا في الكنيست، وهو ما يعكس الاستياء الواسع في إسرائيل من طريقة إدارة الحكومة الحالية للحرب.

4. تأثير الوضع الصحي لنتنياهو على قيادته

عملية استئصال البروستاتا التي أجراها نتنياهو ليست الأولى من نوعها في تاريخه الطبي، حيث خضع في الماضي لعدة عمليات جراحية، بما في ذلك عملية لإصلاح فتق وزراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب. هذه العمليات المتكررة قد تؤثر بشكل كبير على قدرة نتنياهو على الاستمرار في العمل بكفاءة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل قيادته.

وفي ظل الظروف الصحية الحالية، قد يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي صعوبة في الوفاء بمتطلبات منصبه في ظل استمرار الحرب في غزة والضغوط السياسية المتزايدة في الداخل الإسرائيلي. بقاء نتنياهو في المستشفى لفترة طويلة قد يعني أنه لن يكون قادرًا على ممارسة مهامه بشكل فعال، مما قد يشكل فرصة للمعارضة السياسية للضغط عليه.

نتنياهو
نتنياهو

5. التوقعات المستقبلية لنتنياهو بعد الجراحة

بعد الجراحة الأخيرة، يتوقع العديد من المحللين السياسيين أن يتراجع دور نتنياهو في الساحة السياسية الإسرائيلية في ظل تزايد التحديات الصحية والسياسية. وتعد هذه المرحلة بمثابة اختبار حاسم لقدرته على الحفاظ على استقرار حكومته في مواجهة الأزمات الصحية المستمرة والصراعات السياسية المتصاعدة.

إذا استمر الوضع الصحي لنتنياهو في التأثير على قدرته على قيادة الحكومة، فقد يضطر إلى اتخاذ خطوات حاسمة فيما يتعلق بتسليم السلطة أو التنازل عن رئاسة الحكومة لصالح آخرين. من ناحية أخرى، قد تكون هذه الفترة بمثابة فرصة للمعارضة لإعادة ترتيب صفوفها والاستعداد للانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضًا:سعر الذهب في مصر اليوم 30 ديسمبر.. استقرار عيار 21 وجميع العيارات الأخرى

خاتمة

إجمالًا، تبقى حالة بنيامين نتنياهو الصحية محط اهتمام واسع على الصعيدين الداخلي والدولي. في الوقت الذي استعاد فيه وعيه بعد الجراحة الأخيرة، يبقى التساؤل الأبرز حول مدى تأثير ظروفه الصحية المتكررة على قدرته على الاستمرار في منصبه. ومع استمرار الحرب في غزة والضغوط السياسية المحلية المتزايدة، قد تكون هذه المرحلة هي الأكثر تحديًا في مسيرة نتنياهو السياسية.

الرابط المختصر https://alhorianews.com/2bnm

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *