كتبت: ملك محمد رواش 

تحول طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر إلى مسرح لمأساة إنسانية بعد انفجار خط الغاز الذي أسفر عن سقوط 10 ضحايا حتى الآن، وتشكّل الطالبتان “سما عادل” و”منة الله أيمن” أبرز ضحايا هذه الكارثة، حيث فارقتا الحياة بعد صراع مرير مع الحروق البالغة.


قصة سما.. حلم طب الأسنان الذي انطفأ

كانت سما عادل (23 عامًا) على بعد خطوات من تحقيق حلمها كطبيبة أسنان. تنقلت بين محاضرات الفرقة الخامسة بكلية طب الأسنان جامعة القاهرة ومشروع التخرج الذي كانت تعمل عليه باجتهاد.

في ذلك اليوم المشؤوم، بينما كانت في طريقها للقاء زميلتها لإتمام العمل على المشروع، وجدت نفسها في قلب الكارثة، فقد تحول الميكروباص الذي تقله إلى كرة نارية، تاركًا جسدها الصغير يعاني حروقًا من الدرجة الرابعة.

قضت 13 يومًا في العناية المركزة تخوض معركة مستميتة مع الموت، وخضعت لسلسلة عمليات جراحية مؤلمة، لكن جسدها لم يتحمل.

فارقت الحياة أثناء إحدى هذه العمليات، تاركة وراءها أسرة مكلومة وزملاء حزانى، ونعتها الكلية في بيان مؤثر وصفها بـ”الطالبة المتفوقة ذات الابتسامة الدائمة”.


منة الله.. الضحية التي لحقت بجدتها

عاشت منة الله أيمن (25 عامًا) 15 يومًا من العذاب بعد الحادث. كانت برفقة جدتها ناهد أحمد عندما اندلعت النيران، وشهدت مصرع جدتها على الفور، بينما انتقلت هي إلى المستشفى وهي تعاني حروقًا بالغة، حاول الأطباء إنقاذها عبر عمليات متتالية، لكن إصاباتها كانت فوق طاقة التحمل.

ورثت منة الله عن جدتها حب العطاء، حيث كانت تعمل متطوعة في جمعيات خيرية. ترك رحيلها المفاجئ صدمة في أوساط الأهل والأصدقاء الذين وصفوها بـ”الفتاة ذات القلب الذهبي”.

ما يجمع بينهما أكثر من الموت

شاركت الضحيتان في العمر الشبابي الواعد (23 و25 سنة) والطموح التعليمي (طب الأسنان والعمل الاجتماعي) وظروف الوفاة (حروق من الدرجة الرابعة) والفقدان المزدوج (سما خسرت جدتها في الحادث، ومنة الله كانت برفقة جدتها).

إرث من الألم والأسئلة

تركت سما ومنة الله وراءهما أسئلة عن مسؤولية المقاولين ومطالبات بتشديد عقوبات الإهمال وحملات توعوية بأهمية السلامة ومنح دراسية تحمل اسميهما في كليتيهما.


كلمتان أخيرتان

لم تكن سما ومنة الله مجرد أرقام في إحصائية الضحايا. كانتا فتاتين تحملان أحلامًا، وضحيتا إهمال لا يغتفر، ويبقى سؤال واحد: هل ستكون كفاية هاتين الروحين ثمنًا لاستيقاظ المسؤولين؟

اقرأ أيضًا: زلزال مصر اليوم.. هل استعاد المصريون ما حدث في 1992؟

. .qbi8