معرض “مغرس.. مزرعة تجريبية” أول مشاركة للمملكة في ترينالي ميلانو الدولي

موقعنا – واس
شهدت الدورة 24 من ترينالي ميلانو الدولي بإيطاليا، اليوم افتتاح معرض “مغرس.. مزرعة تجريبية” أول مشارَكة للمملكة في هذا الحدث الدولي، بإشراف القيّمتان لولو المانع وسارة العمران، والمدير الإبداعي أليخاندرو ستين، ويسلّط المعرض الضوء على التحوُّل الذي شهدته منطقة الأحساء المصنفة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ضمن مواقع التراث العالمي، بوصفها إحدى أكبر واحات العالم.
ويحمل المعرض اسم “مغرس” وهي وحدة قياس محلية تقليدية تشير إلى مساحة الأرض التي تحيط بها أربع نخلات، ويشمل المعرض أعمالاً فنية، ونتائج دراسات، وبرامج تهدف إلى سبر واستكشاف التقاطعات والصلات الوثيقة التي تجمع بين البيئة والثقافة والذاكرة في الأحساء.
ويُقدِّم “مغرس” أبرز ما توصّل إليه برنامج استمرّ لعام كامل في الأحساء، ويعرض ثلاثة أعمال ضمن الجناح الوطني السعودي، الأول للمصمّمة المعمارية لين عجلان من مدينة جدة، التي تجمع أعمالها بين التصميم المكاني والمبادرات الثقافية والتجريب على مستوى المواد المستخدَمة، أما العمل الثاني، فهو فيلم متعدد الوسائط للفنان البصري محمد الفرج من الأحساء، يُعيد فيه تخيُّل حكاية شعبية محلية عن أحد معالم القرية, والعمل الثالث هو مادة صوتية لمؤسسة صوت وصورة، وهي عبارة عن منصة بحثية تتبنى نهجًا ملتزمًا بالمجتمع المحلي وتكرّس جهدها لاستقصاء التراث والأشكال الفنية غير الملموسة في منطقة الخليج العربي وما حولها.
وتمتاز هوية الأحساء بطابعها الهجين الذي يجمع بين السمات الحضرية والريفية، وتمتد المزارع بين القرى والمدن، بحيث لا تنطبق عليها التقسيمات التقليدية كمنطقة حضرية بالكامل، أو مساحة ريفية كليًا، وشكَّلت الأحساء أحد أركان تطوير القطاع الزراعي، ولطالما كانت مصدرًا غذائيًا أساسيًا للمملكة خلال ستينيات القرن العشرين، إلا إنها شهدت تغيرات عَكَست التحولات العالمية الجارية في الأنظمة البيئية الزراعية، وهو ما أدى إلى الإخلال بالتوازن الهش للنظام البيئي وبالاتساق بين الهويتين الريفية والحضرية للمكان.
ومن هذا المنطلق، يوسِّع مغرس السردية المتعلقة بالتوسع العمراني، ونضوب المياه الجوفية، والتصحّر، وذلك بغية إظهار التفاعل القائم بين الممارسات المتوارثة وما تجلبه الحداثة، وبالتالي تكوين فهم أعمق للسرديات الثقافية والبيئية للمنطقة.
وبمناسبة افتتاح المعرض، قالت القيّمتان لولو المانع وسارة العمران: “معرض مغرس هو بمثابة تكريم للمكان بيئته وأهله والتفاصيل الثقافية والتجارب الحياتية التاريخية والحديثة التي تتضافر لتُشكِّل بمجموعها منطقة الأحساء, فمن خلال الاطلاع على الماضي والتحولات الحاصلة في المنطقة انطلاقًا من الفنون والأبحاث والإرث المحلي، نسعى إلى التركيز على الحاجة إلى دراسة جماعية واهتمام مشترك في سبيل رسم معالم مستقبل مجتمعاتنا الريفية المحلية, ويُشرّفنا أن نقدِّم أبرز ما توصّلنا إليه في معرض “مغرس” الذي يمثِّل تجسيدًا ملموسًا لحالة الترابط سواء مع الأرض أو فيما بيننا، ونتطلَّع إلى أن تتردد أصداء ذلك خارج حدود ميلانو والأحساء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top