كتبت منة عثمان:
في مساء اليوم السبت 28 ديسمبر 2024، شهدت منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة حادثة بارزة أثارت قلقًا واسعًا على المستويين الأمني والسياسي، حيث تم إطلاق صواريخ باتجاه مناطق القدس وغرب النقب في إسرائيل.
يأتي ذلك في وقت حساس يشهد فيه القطاع توترًا متصاعدًا مع إسرائيل، ما ينذر بتداعيات محتملة على المستويات كافة.
تفاصيل الحادثة
أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن رادارات الجيش رصدت إطلاق صاروخين من شمال قطاع غزة.
وأوضح أن القبة الحديدية، وهي نظام الدفاع الجوي للاحتلال الإسرائيلي، نجحت في اعتراض الصواريخ قبل أن تصل إلى أهدافها.
وقعت الحادثة في منطقة قريبة من تواجد القوات الإسرائيلية في بيت حانون، على بعد حوالي 300 متر فقط من الجنود الإسرائيليين، ما أثار تساؤلات حول كيفية نجاح الفصائل الفلسطينية في تنفيذ العملية من نقطة مراقبة مشددة.
ردود الفعل الإسرائيلية
ردًا على الحادثة، أمرت قيادة الاحتلال الإسرائيلي سكان بيت حانون بإخلاء المنطقة تحسبًا لتصعيد محتمل.
كما أطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية مستهدفة في المنطقة لمحاولة القضاء على تهديد الصواريخ المستمر.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الواقعة بأنها “إخفاق استخباراتي”، مشيرة إلى أن قدرة الفصائل الفلسطينية على تنفيذ مثل هذه العمليات بالقرب من نقاط التفتيش والمراقبة الإسرائيلية تعكس تطورًا في استراتيجياتها.
تداعيات محتملة
يتوقع مراقبون أن يتسبب هذا التطور في تصعيد الأوضاع بين الجانبين، وقد تزيد إسرائيل من ضغطها العسكري على غزة، بما في ذلك شن غارات جوية تستهدف مواقع استراتيجية.
من جهة أخرى، قد تدفع هذه العمليات الفصائل الفلسطينية إلى تحسين تكتيكاتها واستخدام أساليب جديدة تتحدى الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
المشهد الإقليمي والدولي
لفتت الحادثة أنظار المجتمع الدولي، خاصة مع استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي.
قد تؤدي مثل هذه الأحداث إلى دعوات دولية لضبط النفس وتجنب تصعيد النزاع، ولكن غياب الحلول السياسية الفعالة يجعل الأوضاع مرشحة للتفاقم.
تظهر الحادثة الأخيرة مدى تعقيد المشهد الأمني والسياسي بين غزة وإسرائيل، وتسعى الفصائل الفلسطينية لإثبات قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية.
يبقى التساؤل المطروح: هل ستؤدي هذه الحادثة إلى جولة جديدة من التصعيد أم ستتمكن الأطراف الدولية من احتواء الموقف؟