كتب: محمد مرزوق
أجرى الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، حملت المكالمة رسائل واضحة ومعبرة عن رؤية الأردن الثابتة تجاه الأزمات الإقليمية، بدءًا من الوضع في سوريا، مرورًا بالتصعيد في غزة ولبنان، ووصولًا إلى جهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفق ما أعلنته قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة
وذكرت قناة القاهرة الإخبارية، أن جلالة الملك عبد الله الثاني أكد خلال الاتصال أهمية دعم بلاده لبناء دولة سورية حرة مستقلة ذات سيادة كاملة، تُمثّل تطلعات الشعب السوري بكل مكوناته.
وشدد الملك عبد الله، على أن أمن واستقرار سوريا يُعدُّان حجر الزاوية لضمان استقرار المنطقة بأسرها، مؤكدًا رفض الأردن لأي اعتداء على الأراضي السورية أو انتهاك سيادتها.
وأشار إلى أن تعزيز العمل العربي المشترك وإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية هو السبيل الأمثل لإنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة لأكثر من عقد.
وأوضح أن الأردن، الذي استقبل على مدار السنوات الماضية أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، يواصل التنسيق مع المجتمع الدولي لضمان تقديم الدعم اللازم لهم ولإيجاد حلول دائمة للأزمة.
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية، بأنه فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، أعرب جلالة الملك عن قلقه العميق إزاء التصعيد الإسرائيلي في القطاع، مشددًا على ضرورة الوقف الفوري للحرب وتوفير ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات للمدنيين.
وأكد أن الأردن، من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يسعى لتكثيف الاستجابة الإنسانية في غزة، مطالبًا بتوحيد الجهود الدولية لدعم إعادة الإعمار في غزة وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى الدور الأساسي للأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وذلك انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية.
وتطرق خلال المكالمة الهاتفية، إلى الأوضاع في لبنان، حيث أكد ضرورة استمرار الجهود لضمان نجاح وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة، مشددًا على أهمية التهدئة والعمل على تعزيز وحدة لبنان واستقراره، معربًا عن استعداد الأردن لدعم أي مبادرات تسهم في تخفيف حدة التوتر ومساعدة الشعب اللبناني في تجاوز محنته الاقتصادية والسياسية.
ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لإيجاد أفق سياسي يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة، مؤكدًا أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم.
وأوضح أن تحقيق السلام يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مع ضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أهمية الدور الفرنسي والأوروبي في دعم مساعي السلام، مؤكدًا أن الأردن سيظل شريكًا أساسيًا في كل الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واختُتمت المكالمة بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية الأردن الراسخة والداعمة للسلام والتنمية، ما يعكس مكانتها المحورية كجسر للسلام وقوة دافعة للاستقرار في المنطقة.