كتب: محمد مرزوق
أعلن الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، هان دوك سو، عزمه التنحي احترامًا لقرار البرلمان، محاولًا تهدئة الأوضاع المتوترة، حيث صوّت البرلمان بأغلبية ساحقة لعزل الرئيس المؤقت، وفقًا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
هذا القرار، الذي جاء بعد سلسلة من الأحداث العاصفة، يهدد بفتح فصل جديد من الفوضى السياسية في البلاد، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية متزايدة، وفي تطور دراماتيكي للأحداث السياسية.
تنحي الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية عن منصبه
وذكرت قناة القاهره الإخبارية، أن البرلمان الكوري شهد اليوم جلسة استثنائية، كانت مليئة بالمداولات الحادة والاتهامات المتبادلة، انتهت بالتصويت على عزل الرئيس المؤقت هان دوك سو بأغلبية ساحقة.
والقرار استند إلى اتهامات بسوء الإدارة وتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على استقرار البلاد، ووفقًا لتقارير إعلامية محلية وعالمية، حظي القرار بدعم واسع من الأحزاب المعارضة وبعض أعضاء الحزب الحاكم الذين انشقوا عن القيادة الحالية.
وفي أول رد فعل رسمي بعد القرار، قال هان دوك سو في مؤتمر صحفي: “أحترم قرار البرلمان بعزلي، وسأتنحى عن منصبي لتجنب المزيد من الفوضى في البلاد”، مضيفًا أن قراره بالتنحي يأتي من باب المسؤولية الوطنية، داعيًا القوى السياسية إلى التكاتف من أجل مصلحة كوريا الجنوبية.
على صعيد آخر، كشفت مصادر أمنية عن فتح تحقيقات تتعلق بالرئيس السابق يون سوك يول، حيث داهمت الشرطة مبنى رئاسيًا للحصول على تسجيلات من كاميرات المراقبة.
التحقيقات تأتي في إطار شبهات حول تورط مسؤولين سابقين في قضايا فساد وسوء استخدام للسلطة. ووفقًا لوكالة الأنباء الكورية (يونهاب)، يُتوقع أن تكشف الأيام القادمة عن مزيد من التفاصيل حول هذه القضية المثيرة للجدل.
وتباينت ردود الفعل المحلية على هذه التطورات، حيث أيدت شريحة كبيرة من المواطنين قرار البرلمان، معتبرين أنه خطوة ضرورية لاستعادة الثقة في المؤسسات الديمقراطية. في المقابل، حذر البعض من أن هذا القرار قد يزيد من حدة الانقسامات السياسية في البلاد.
وأكدت قناة القاهرة الإخبارية، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعيا إلى التهدئة وضمان الانتقال السلمي للسلطة، فيما أبدت الصين قلقها من انعكاسات الأزمة على الاستقرار الإقليمي.
وأشارت إلى أن جذور الأزمة تعود إلى فترة حكم الرئيس السابق يون سوك يول، الذي واجه انتقادات لاذعة بسبب سياساته الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع معدلات البطالة وتفاقم ديون الأسر. كما تعرضت حكومته لاتهامات بالفساد والتدخل في القضاء.
وتابعت أنه وفق الإحصاءات والأرقام فإن:
نسبة التصويت في البرلمان: 72% لصالح العزل.
معدل البطالة الحالي: 8.5%، وهو الأعلى منذ عقد.
نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي: 50.3%، بزيادة 5% عن العام الماضي.
عدد التظاهرات المؤيدة للعزل خلال الشهر الماضي:
15 تظاهرة في العاصمة سيول وحدها.
وتابعت أن كوريا الجنوبية تعيش لحظة فارقة في تاريخها السياسي، إذ تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة، وقرار عزل هان دوك سو يعكس تزايد الضغوط على النظام السياسي في البلاد، لكنه يفتح في الوقت ذاته نافذة أمل نحو إصلاح شامل.