تشهد مصر موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد بقسوة خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وسط تحذيرات عاجلة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، ودرجات حرارة هي الأعلى منذ بداية فصل الربيع، مما يضع المواطنين أمام تحديات صحية ومجتمعية تستوجب اليقظة.

موجة شديدة الحرارة تضرب مصر: التفاصيل الكاملة
في بيان رسمي صدر صباح اليوم الجمعة 9 مايو 2025، أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن البلاد مقبلة على موجة شديدة الحرارة تضرب مصر خلال الـ72 ساعة المقبلة، مع توقعات ببلوغ درجات الحرارة مستويات غير مسبوقة على أغلب المناطق، لا سيما في محافظات الصعيد والقاهرة الكبرى والدلتا.
وسجلت درجات الحرارة اليوم 40 درجة مئوية في القاهرة الكبرى، بينما تخطت 42 درجة مئوية في محافظات جنوب الصعيد مثل الأقصر وأسوان، وسط مؤشرات أولية على استمرار الارتفاع يومي السبت والأحد، لتتراوح بين 41 إلى 44 درجة مئوية في بعض المناطق.
نصائح الأرصاد: ملابس قطنية وشرب المياه بكثافة
وأكدت الهيئة في بيانها أن هذه الموجة الحارة ناتجة عن امتداد منخفض الهند الموسمي، الذي يؤثر على شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة، خاصة خلال ساعات النهار.
ونصحت الهيئة المواطنين بعدة تدابير احترازية، أبرزها:
ارتداء الملابس القطنية والخفيفة نهارًا.
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة في أوقات الذروة (من 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا).
شرب كميات كبيرة من المياه والسوائل للوقاية من الجفاف.
استخدام واقي الشمس والقبعات في الأماكن المكشوفة.
ارتداء الكمامات الطبية لمرضى الحساسية في المناطق التي تشهد أتربة أو رياح.
الحذر أثناء القيادة صباحًا بسبب ظهور الشبورة المائية الخفيفة، خاصة على الطرق الزراعية والقريبة من المسطحات المائية.
قطاع الزراعة في مرمى الخطر
أثارت موجة شديدة الحرارة التي تضرب مصر قلق المزارعين، خاصة في الوجه القبلي، حيث تؤثر درجات الحرارة المرتفعة بشكل مباشر على المحاصيل الصيفية مثل الذرة والقطن والطماطم.
وقد دعت وزارة الزراعة الفلاحين إلى:
تكثيف الري خلال ساعات الفجر والمساء.
تغطية المحاصيل الحساسة بالشباك الأبيض.
متابعة دورية لحالة النباتات لتفادي تأثيرات الذبول الحراري.
السياحة في مواجهة لهيب الحرارة
ورغم تأثر بعض الأنشطة السياحية بهذه الموجة، خصوصًا في المواقع المفتوحة مثل الأهرامات والمعابد، إلا أن وزارة السياحة أعلنت عن اتخاذ تدابير وقائية في المواقع الأثرية، منها:
زيادة عدد نقاط الظل والمراوح.
توزيع عبوات مياه مجانية على الزائرين.
تقليل عدد الجولات السياحية في ساعات الظهيرة.
موجة الحرارة وأثرها على الصحة العامة
يحذر الأطباء من أن التعرض المباشر للشمس في ظل موجة شديدة الحرارة كهذه قد يؤدي إلى:
ضربات شمس حادة.
إجهاد حراري.
هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.
ومن الضروري الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب الخروج من المنازل إلا للضرورة وخصوصا الفئات الأكثر عرضة للخطر تشمل كبار السن، الأطفال، ومرضى الضغط والسكر.
استجابة حكومية ومتابعة لحظية
أعلنت وزارة التنمية المحلية أنها رفعت حالة الطوارئ في جميع المحافظات، وفعّلت غرف العمليات لمتابعة تأثيرات الموجة الحارة، فيما أطلقت وزارة الصحة خطة طوارئ للتعامل مع أي إصابات ناتجة عن الحرارة المرتفعة، وتم تخصيص خطوط ساخنة لتلقي البلاغات.
هل يتكرر سيناريو 2015؟
يستعيد الشارع المصري ذكرى الموجة الحارة القاتلة في صيف 2015، والتي أودت بحياة أكثر من 90 شخصًا آنذاك بسبب ضربات الشمس.
وهذه الموجة الجديدة تبدو مشابهة في قوتها، ما يفرض وعيًا مجتمعيًا عاليًا وتحركًا سريعًا من الجهات التنفيذية.
موجة شديدة الحرارة تضرب مصر: متى تنكسر؟
وبحسب التوقعات الأولية للأرصاد، من المرجح أن تبدأ درجات الحرارة في التراجع التدريجي اعتبارًا من مساء يوم الإثنين المقبل، مع دخول تيارات هوائية معتدلة من البحر المتوسط، إلا أن ذلك لا يعني نهاية الموجات الحارة، بل هي مقدمة لصيف مبكر وشديد الحرارة هذا العام.