تقرير : محمد مرزوق
شهدت أسعار مواد البناء في السوق المحلي اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 تباينًا ملحوظًا بين المعادن الأساسية مثل الحديد، الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا، وأسعار الأسمنت التي شهدت انخفاضًا حادًا.
هذه التغيرات غير المتوقعة تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للقطاع الإنشائي، الذي يعد أحد المحركات الأساسية للاقتصاد المصري.
في التقرير التالي نستعرض التفاصيل الدقيقة لأحدث الأسعار، كما يتناول آراء الخبراء والمحللين الاقتصاديين بشأن هذا التحول المفاجئ في أسعار مواد البناء.
أسعار الحديد اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024
شهدت أسواق الحديد اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 في محافظة المنيا زيادة في الأسعار، حيث بلغ متوسط سعر طن الحديد الاستثماري حوالي 38022 جنيهًا، مسجلًا ارتفاعًا قدره 201 جنيهًا عن الأسعار المسجلة يوم أمس.
يُعزى هذا الارتفاع إلى العديد من العوامل الاقتصادية التي تؤثر في السوق المصري والعالمي، مثل زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار المواد الخام على المستوى الدولي.
وفيما يتعلق بأسعار الحديد الخاصة ببعض الشركات الكبرى، فقد سجل سعر حديد عز نحو 39958 جنيهًا للطن، محققًا زيادة قدرها 229 جنيهًا عن الأسعار السابقة.
أما حديد السويس، فقد بلغ سعره نحو 39 ألف جنيه للطن، في حين وصل سعر حديد المراكبي إلى 41 ألف جنيه للطن، ليكون بذلك أحد أعلى الأسعار في السوق المحلي.
كما سجل حديد بشاي سعرًا مماثلًا لحديد المراكبي، حيث بلغ 41 ألف جنيه للطن.
في المقابل، سجل حديد العشري 37500 جنيه للطن، بينما سجل حديد الجيوشي 39 ألف جنيه للطن.
ومن خلال مقارنة هذه الأسعار مع الأسعار السابقة، يبدو أن الزيادة المستمرة في أسعار الحديد تؤثر بشكل واضح على ميزانيات المقاولين والمستثمرين في القطاع العقاري.
في وقت يشهد فيه سوق الحديد ارتفاعًا ملحوظًا، سجلت أسعار الأسمنت اليوم الجمعة تراجعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر طن أسمنت الرمادي 2876 جنيهًا، مسجلًا تراجعًا قدره 656 جنيهًا عن الأسعار المسجلة يوم أمس.
هذا التراجع جاء مفاجئًا للكثير من العاملين في قطاع البناء، حيث كانت أسعار الأسمنت قد شهدت استقرارًا نسبيًا في الأسابيع الماضية.
أما بالنسبة لبقية الأنواع، فقد سجل سعر طن أسمنت النصر 1960 جنيهًا، في حين وصل سعر طن أسمنت الشركة العربية نحو 2000 جنيه.
كذلك، سجل سعر طن أسمنت العسكري 1950 جنيهًا، بينما بلغ سعر طن أسمنت السويس 2000 جنيه.
يمكن ملاحظة أن جميع أنواع الأسمنت شهدت انخفاضًا في الأسعار بنسبة ملحوظة مقارنة بالأسعار السابقة، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي على السوق في حال استمر هذا التوجه.
وسجلت أسعار الحديد في السوق المنياوي اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024:
حديد عز: 39958 جنيهًا للطن.
حديد السويس: 39 ألف جنيه للطن.
حديد المراكبي: 41 ألف جنيه للطن.
حديد بشاي: 41 ألف جنيه للطن.
حديد العشري: 37500 جنيه للطن.
حديد الجيوشي: 39 ألف جنيه للطن.
وسجلت أسعار الأسمنت في السوق المنياوي اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024:
أسمنت الرمادي: 2876 جنيهًا للطن.
أسمنت النصر: 1960 جنيهًا للطن.
أسمنت الشركة العربية: 2000 جنيه للطن.
أسمنت العسكري: 1950 جنيهًا للطنظ
أسمنت السويس: 2000 جنيه للطن.
وقالت بالغرفة التجارية بالمنيا، إن الارتفاع المستمر في أسعار الحديد يعود إلى زيادة الطلب على هذه المادة في ظل المشاريع الإنشائية الكبرى الجارية في مصر، بالإضافة إلى زيادة تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
وأشارت، إلى أن الانخفاض الكبير في أسعار الأسمنت، يمكن أن يكون نتيجة لتقليص بعض المصانع لإنتاجها بسبب التراجع في الطلب، ويعكس انخفاضًا في الطلب على هذه المادة في الوقت الراهن، ربما بسبب تراجع عدد المشروعات في بعض المناطق أو بسبب تأثيرات الركود الاقتصادي.
وأكد الغرفة التجارية بالمنيا، أن ارتفاع أسعار الحديد مرتبط بالزيادة المستمرة في أسعار المواد الخام العالمية، بالإضافة إلى تداعيات أسعار الطاقة.
وأضافت أن هذا التفاوت بين أسعار الحديد والأسمنت قد يؤدي إلى تباين في تكاليف المشروعات الإنشائية في مصر، وهو ما يستدعي من الحكومة التدخل لضبط الأسعار بشكل أكثر فعالية.
من جانب آخر فقد أبدى العديد من المقاولين والتجار والمواطنين في المنيا قلقهم من ارتفاع أسعار الحديد، معتبرين أن هذا التغيير المستمر في الأسعار يشكل عبئًا إضافيًا على تكاليف البناء، خاصة مع تزايد المنافسة في السوق العقاري.
وفي المقابل، عبّر العديد منهم عن تفاؤلهم بشأن تراجع أسعار الأسمنت، حيث يرون أن هذا الانخفاض يمكن أن يخفف من التكاليف الإجمالية للمشروعات الإنشائية، ويسهم في تحفيز السوق المحلي.
وقال محمد عبد الله، تاجر حديد: “إن ارتفاع أسعار الحديد بشكل مستمر يؤثر بشكل مباشر على تجار الحديد في المنيا، فقد وصل سعر طن حديد عز إلى 39958 جنيهًا اليوم، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا علينا وعلى عملائنا”.
وأضاف أنه “في ظل هذا الارتفاع، أصبح الطلب على بعض الأنواع أكثر تقلبًا، ما يضطرنا إلى رفع الأسعار بما يتناسب مع التكاليف. الحديد أصبح من السلع التي يصعب التنبؤ بأسعارها، وهذا يخلق حالة من التوتر في السوق”.
وقال حسين محمود، تاجر حديد وأسمنت، إن تباين أسعار مواد البناء بين الحديد والأسمنت في السوق المصري بوجه عام والسوق المنياوي بوجه خاص اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 يعكس تعقيدات اقتصادية متعددة تؤثر على السوق المحلي، بينما يسجل الحديد ارتفاعًا ملحوظًا، يشهد الأسمنت تراجعًا غير متوقع.
وأضاف أن هذه التغيرات ستؤثر بشكل مباشر على تكلفة البناء في مصر، مما يفتح المجال للعديد من التساؤلات حول مستقبل أسعار مواد البناء في الأيام القادمة، ومن المتوقع أن تستمر هذه التغيرات في التأثير على الاقتصاد المحلي بشكل عام، مما يستدعي اتخاذ تدابير فعالة لضمان استقرار السوق وضبط الأسعار بما يتماشى مع الظروف الاقتصادية.
وأوضح أحمد السيد، مقاول بناء: “لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة أن المشروعات التي كنا نعمل عليها أصبحت تتأثر كثيرًا بارتفاع أسعار الحديد. بزيادة تجاوزت 200 جنيه في الطن، وأصبحنا مضطرين إلى إعادة حساب التكلفة الإجمالية للمشاريع، وهو ما ينعكس في النهاية على الأسعار التي نقدمها للعملاء، ورغم أن أسعار الأسمنت قد تراجعت بشكل لافت اليوم، إلا أن هذا التراجع لا يعوض الزيادة الكبيرة في أسعار الحديد”.
وتحدث محمد ثروت، مواطن منياوي، قائلًا: “أشعر بأن ارتفاع أسعار الحديد أصبح يشكل عبئًا كبيرًا على العائلات التي ترغب في بناء منازلها، صحيح أن أسعار الأسمنت قد تراجعت، ولكن مع الزيادة المستمرة في أسعار الحديد، نجد أنفسنا في مأزق مالي، ومن غير العدل أن تظل الأسعار في حالة تقلب دائم، فالمواطن العادي لا يستطيع متابعة هذه الارتفاعات والهبوطات بسهولة”.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنيا، إن الارتفاع الأخير في أسعار الحديد هو نتيجة مباشرة للزيادة المستمرة في تكاليف الإنتاج على مستوى العالم، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة، ولا شك أن هذه الزيادة تؤثر على القطاع الإنشائي في مصر بشكل عام، خاصة في المناطق التي تشهد طلبًا مرتفعًا على المشاريع السكنية والتجارية مثل المنيا، بينما قد يشهد السوق بعض التراجع في أسعار الحديد في المستقبل القريب، إلا أن أي انخفاض سيكون محدودًا طالما استمرت الضغوط الاقتصادية العالمية.
وأوضحت الدكتورة رانيا سمير، خبيرة الشؤون الاقتصادية، أنه فيما يخص الأسمنت، فإن الانخفاض في أسعاره اليوم يعد تطورًا إيجابيًا.
وأضافت أنه يتوقع البعض أن يكون هذا التراجع بسبب انخفاض الطلب في بعض المناطق، ولكن هذا الانخفاض قد يكون أيضًا نتيجة تحركات الحكومة المصرية في محاولة لتحقيق استقرار في السوق. لا يمكن الجزم بأن هذا التراجع سيستمر طويلاً، ولكن في حال استمر، فإنه سيكون له تأثير إيجابي على تكاليف البناء على المدى القصير.
وقال أحمد سالم، محلل اقتصادي، إنه من الواضح أن السوق يعاني من تقلبات شديدة في أسعار مواد البناء. بالنسبة للحديد، فإن الزيادة المستمرة في الأسعار تعكس ضغوطات على المعروض من هذه المادة الأساسية في السوق، بالإضافة إلى تأثيرات الأسعار العالمية.
وأضاف أنه فيما يخص الأسمنت، التي شهدت تراجعًا اليوم، فقد يكون هذا التراجع مؤقتًا أو نتيجة لتغيرات في سياسة الإنتاج المحلي، وعلى المدى البعيد، سيتعين على الحكومة التدخل لضبط الأسعار وضمان توازن العرض والطلب، خصوصًا في ظل حالة الركود التي تشهدها بعض المشروعات.