نقل موقع “الكتائب اللبنانية” الإخباري عن مصادر لم يسمها، أن إسرائيل تدرس بجدية خيارات عسكرية محتملة تستهدف مواقع وأهدافًا إيرانية في المنطقة. وذكر الموقع في تقرير له أن هذه الدراسة تأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والمخاوف الإسرائيلية المتزايدة بشأن برنامج إيران النووي وتوسع نفوذها الإقليمي.

تقييم دقيق لمختلف السيناريوهات العسكرية

وأشار التقرير إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقوم بتقييم دقيق لمختلف السيناريوهات العسكرية المتاحة، بما في ذلك طبيعة الأهداف المحتملة، وحجم الضربة، والتداعيات المحتملة على المنطقة، ووفقًا للموقع، فإن هذه الخطوة الإسرائيلية المحتملة تأتي في سياق من التحركات الدبلوماسية والعسكرية المضادة لإيران من قبل إسرائيل وحلفائها في المنطقة وخارجها.


ولم يقدم الموقع تفاصيل إضافية حول طبيعة “الأهداف الإيرانية” التي قد تكون موضع استهداف، أو التوقيت المحتمل لأي عمل عسكري إسرائيلي. ومع ذلك، فإن نشر مثل هذا التقرير من قبل موقع إخباري لبناني مرتبط بحزب الكتائب اللبنانية المقرب من مخابرات الجيش اللبناني، يشير إلى وجود حالة من الترقب والقلق المتزايد في المنطقة إزاء احتمال نشوب صراع أوسع.

منصات صواريخ ومرافق بنية تحتية

عن قائمة أهداف محتملة حددتها إسرائيل في اليمن، بالإضافة إلى دراسة إسرائيلية جدية لتوجيه ضربات ضد أهداف إيرانية في المنطقة. ووفقًا لهذه التقارير، فإن الأهداف المحددة في اليمن تشمل “منصات صواريخ ومرافق بنية تحتية”، بالإضافة إلى “تدمير باقي الموانئ تمامًا”.

وتأتي هذه المعلومات في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، وتحديدًا في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران، وتأثير ذلك على الأوضاع في مناطق أخرى مثل اليمن، حيث يُنظر إلى جماعة الحوثيين على أنها حليف لإيران.

ويشير الكشف عن هذه الأهداف المحتملة في اليمن إلى تحول محتمل في استراتيجية إسرائيل، التي قد ترى في الوجود والنفوذ الإيراني المتزايد في اليمن تهديدًا لأمنها القومي ومصالحها الإقليمية. ويأتي الحديث عن “تدمير باقي الموانئ تمامًا” ليثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية من وراء ذلك، وما إذا كان يهدف إلى قطع الإمدادات عن الحوثيين أو الضغط عليهم بطرق أخرى.


بالتوازي مع ذلك، نقلت صحيفة يديعوت احرونونت  أن إسرائيل “تدرس أيضاً توجيه ضربات ضد أهداف إيرانية”. ولم يتم تحديد طبيعة هذه الأهداف أو التوقيت المحتمل لهذه الضربات، إلا أن مجرد الإشارة إلى دراسة هذا الخيار يعكس مدى جدية التفكير الإسرائيلي في مواجهة ما تعتبره تهديدات إيرانية متنامية.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين إسرائيل وإيران تشهد توترًا مستمرًا، حيث تتبادل الدولتان الاتهامات والتهديدات بشكل متكرر. وتعتبر إسرائيل برنامج إيران النووي تهديدًا وجوديًا لها، وتعهدت بمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية، حتى لو اضطرها ذلك إلى اتخاذ إجراءات عسكرية أحادية الجانب.

ويأتي هذا التقرير في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة وجهودًا دولية للحد من التوترات ومنع التصعيد. ومع ذلك، فإن احتمالية لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري ضد أهداف إيرانية تبقى قائمة، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن “من دون أي قيود”. وأضاف المسؤول، الذي لم يتم الكشف عن هويته، أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار قد يتم التوصل إليه بين الولايات المتحدة والحوثيين “غير ملزم لإسرائيل”.


وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاهم مع الحوثيين لوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، والذي فسره البعض على أنه إشارة إلى نهاية محتملة للتدخل الأمريكي المباشر في الصراع اليمني.

إلا أن تصريح المسؤول الأمني الإسرائيلي يشير إلى أن إسرائيل تنظر إلى تهديدات الحوثيين بشكل منفصل عن جهود الولايات المتحدة، وأنها مصممة على الاستمرار في استهداف الجماعة اليمنية التي تشن هجمات متكررة على أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، وذلك ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ويعكس هذا الموقف الإسرائيلي استمرار حالة التوتر وعدم الثقة في المنطقة، ويشير إلى أن أي تهدئة محتملة بين الولايات المتحدة والحوثيين قد لا تنعكس بالضرورة على العلاقة العدائية بين إسرائيل والجماعة اليمنية، ويؤكد المسؤول الأمني الإسرائيلي أن إسرائيل ستتخذ الإجراءات التي تراها ضرورية لحماية أمنها ومصالحها، بغض النظر عن أي اتفاقات أخرى قد يتم التوصل إليها.

. .eip2