حذرت وسائل إعلام لبنانية في تقارير موسعة من أن الاستقطاب السني الشيعي يُعدّ أحد أبرز المخاطر التي تهدد الاستقرار الداخلي في لبنان، وخاصة في المناطق المختلطة أو المتاخمة التي تشهد تنوعًا مذهبيًا، مثل طرابلس والبقاع وصيدا. وأشارت التقارير إلى أن هذه المناطق تحديدًا شهدت في السابق صدامات عنيفة ذات طابع مذهبي، مما يجعلها عرضة لخطر تجدد هذه الصراعات وتحولها إلى ساحات لتصفية حسابات إقليمية.

الوجود الكثيف للاجئين السوريين في لبنان

وأكدت وسائل الإعلام اللبنانية على أن ، والذين تشكل الغالبية العظمى منهم من السنة، يمثل عاملًا إضافيًا يزيد من حدة هذا الاستقطاب،  وأوضحت التقارير أنه من غير المستبعد أن يتم استخدام ملف اللاجئين السوريين كورقة ضغط داخلية لتأجيج التوترات المذهبية واستغلالها في صراعات إقليمية أوسع.


ولفتت التقارير إلى أن التوترات الإقليمية المتصاعدة بين القوى السنية والشيعية في المنطقة تنعكس بشكل مباشر على الوضع الداخلي في لبنان، الذي يتميز بتركيبة سكانية متنوعة وتوازنات سياسية حساسة، وأشارت إلى أن أي تصعيد إقليمي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الداخلية في لبنان واستغلالها من قبل أطراف إقليمية تسعى إلى تحقيق مصالحها عبر الساحة اللبنانية.

وحذرت وسائل الإعلام اللبنانية من خطورة استغلال الانقسامات المذهبية في لبنان لتأجيج صراعات بالوكالة، مشيرة إلى أن ذلك يمكن أن يدخل البلاد في دوامة من العنف وعدم الاستقرار يصعب الخروج منها، ودعت القوى السياسية والمجتمعية في لبنان إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على نزع فتيل التوتر وتعزيز الوحدة الوطنية والحوار بين مختلف الطوائف والمكونات اللبنانية، لتجنب تحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية

وأشارت وسائل إعلام لبنانية إلى شكل متزايد من الخطر المتنامي لتسلل الجماعات المتطرفة من الأراضي السورية إلى داخل لبنان، مستغلة التدهور الأمني المتسارع في الجارة الشمالية. وأشارت التقارير إلى أن الوضع الأمني الهش في سوريا، وخاصة في المناطق الحدودية الشرقية والشمالية المحاذية للبنان، يوفر بيئة خصبة لهذه الجماعات لإعادة تنظيم صفوفها واستعادة قوتها.

الخطر يتفاقم في ظل الأوضاع الداخلية الصعبة

وأكدت وسائل الإعلام اللبنانية أن هذا الخطر يتفاقم في ظل الأوضاع الداخلية الصعبة التي يمر بها لبنان، فالبلاد تعاني أصلاً من ضعف كبير في مؤسسات الدولة، وانهيار اقتصادي غير مسبوق أثر بشكل كبير على قدرة الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى عجز أمني واضح يظهر في العديد من المناطق.


ووفقًا للتقارير، فإن هذه الظروف مجتمعة تجعل لبنان بيئة جاذبة للجماعات المتطرفة، حيث يمكنها استغلال الفراغات الأمنية والاجتماعية لتوسيع نفوذها وتجنيد عناصر جديدة، كما أن حالة اليأس والإحباط الناتجة عن الأزمة الاقتصادية قد تجعل بعض الشباب اللبناني عرضة للتأثر بأيديولوجيات هذه الجماعات.

وأشارت وسائل الإعلام إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وقوية من قبل الحكومة اللبنانية لتعزيز الرقابة على الحدود مع سوريا، وتكثيف الجهود الأمنية داخل البلاد لمواجهة أي محاولات تسلل أو نشاط لهذه الجماعات. كما أكدت على أهمية معالجة الأسباب الجذرية التي قد تدفع بعض اللبنانيين إلى الانضمام إلى هذه الجماعات، مثل الفقر والبطالة واليأس.

وتأتي هذه التحذيرات في سياق من المخاوف الإقليمية المتزايدة بشأن عودة نشاط الجماعات المتطرفة في المنطقة، خاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا وتراجع حدة المعارك في بعض المناطق، مما قد يتيح لهذه الجماعات فرصة لإعادة الانتشار والتوسع. وتشدد وسائل الإعلام اللبنانية على أن التهاون في التعامل مع هذا الخطر قد يكون له تداعيات وخيمة على الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة بأسرها.

تربة خصبة لتنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة

وحذرت من أن الأوضاع الراهنة في البلاد تخلق “تربة خصبة لتنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة”. وأشارت التقارير إلى أن حالة الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها لبنان قد تُستغل من قبل هذه التنظيمات في عمليات تجنيد واسعة النطاق، أو في شن هجمات إرهابية لزعزعة الاستقرار، أو حتى في محاولة فرض أمر واقع في مناطق معينة.


وأوضحت وسائل الإعلام  اللبنانية إلى أن حالة الضعف المؤسسي والانهيار الاقتصادي وتزايد حالة الاحتقان الشعبي، توفر بيئة مثالية للتنظيمات المتطرفة لاستقطاب عناصر جديدة يائسة أو مستاءة من الأوضاع القائمة، كما أن غياب سلطة مركزية قوية وقادرة على فرض القانون في جميع المناطق اللبنانية، قد يمنح هذه التنظيمات مساحة للتحرك والتخطيط وتنفيذ عملياتها دون رادع فعال.

. .ryhh