شهدت الأوساط الاقتصادية والسياسية حالة من الجدل، عقب لقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مع مجموعة من المستثمرين ـ رجال الأعمال ـ من بينهم شخصيات بارزة ارتبطت بأحداث سياسية واقتصادية مؤثرة خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
أثار اللقاء ردود فعل متباينة، لاسيما بعد مشاركة رجل الأعمال أحمد عز، الذي اعتبره البعض عودة مثيرة للجدل إلى المشهد العام.
انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي
علق الناشط السياسي علاء عصام عبر حسابه على فيسبوك قائلاً: «ليس لدي أي مشكلة في مشاركة أحمد عز في لقاء مع رئيس الحكومة، خاصة أنه رجل أعمال يعمل في الصناعة، لكن أخشى أن يُعاد تقديم عز كمصلح سياسي، بعد أن ساهم في خراب مصر سياسيًا قبل 2011. نحن بحاجة إلى كتابة مقالات حولأخطاء وخطايا عز في عصر مبارك، حتى لا ننسى».
أرفق علاء منشوره بهاشتاغ #مشهد_صادم، ليعكس بذلك حالة الاستياء المنتشرة بين قطاعات مختلفة من الجمهور.
تصريحات رجال الأعمال خلال اللقاء
ركز الاجتماع على سبل دعم القطاع الخاص وحل المشكلات الاقتصادية، حيث طرح رجال الأعمال رؤيتهم لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين بيئة الاستثمار.
• أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة السويدي الكتريك، شدد على أهمية تحسين بيئة الاستثمار وإزالة العقبات التي تعوق المستثمرين، مع ضرورة إلزام الشركات بالتصنيع المحلي لتعزيز الاقتصاد الوطني.
• من جانبه، أشار الاقتصادي حسن هيكل إلى خطورة الوضع المالي للدولة قائلاً: «الدين العام المحلي وصل إلى 10 تريليونات جنيه، وفائدته وحدها تبلغ 3 تريليونات. لا توجد موارد كافية لتوازن هذا العبءعلى المدى القريب».
رؤية أحمد عز للصناعة والتشييد
طرح أحمد عز تساؤلات حول معدل نمو قطاع التشييد والبناء، معتبرًا أن الأرقام الحالية لا تتناسب مع حجم الطلب الحقيقي. وقال: «استهلاك الحديد والأسمنت في السنوات الأخيرة شهد انخفاضًا كبيرًا مقارنة بعام 2010. هناك 70% من سكان مصرممنوعون فعليًا من البناء، وهذا يؤثر سلبًا على الصناعات المرتبطة بالتشييد».
آراء داعمة ومقترحات لتحسين الاقتصاد
• ميرنا عارف، المدير العام لشركة مايكروسوفت مصر، أشادت بمجهودات الدولة في البنية التحتية، لكنها دعت إلى تسهيل الإجراءات على المستثمرين وتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في العمليات الإدارية.
• باسل سامي سعد، رئيس شركة الداو للتطوير، دعا إلى تحرير قطاع الطيران وتفعيل استخدام المطارات لتشجيع السياحة وزيادة العوائد الدولارية.
• أما خالد أبو المكارم، رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، فأكد أن قطاع الصادرات يحتاج إلى دعم إضافي لتجاوز التحديات الحالية، مشيرًا إلى ضرورة توفير 50 مليار جنيه في صندوق دعم الصادرات لتحقيق الأهداف المرجوة.
اختلاف الرؤى وانقسام الآراء
يُظهر الاجتماع التباين الكبير بين آراء رجال الأعمال ورؤية الحكومة لحل الأزمات الاقتصادية، بينما يركز البعض على استراتيجيات تطوير البنية التحتية وتحفيز الاستثمار، هناك تخوفات من عودة بعض الشخصيات المثيرة للجدل إلى واجهة المشهد، ما قد يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على الخطاب العام وثقة المواطن.
تظل النقاشات حول لقاء مدبولي ورجال الأعمال مفتوحة، خاصة في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية الراهنة.