حرائق الغابات في كاليفورنيا.. كارثة تاريخية تلتهم الأرض والأنفس

تعد حرائق الغابات في كاليفورنيا أحد أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا في التاريخ الحديث، فقد اجتاحت النيران العديد من المناطق في ولاية كاليفورنيا، وخصوصًا مقاطعة لوس أنجلوس، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، في وقت يعاني فيه العالم من التغيرات المناخية وأزمة الحرائق التي تزداد شدة مع مرور الزمن.

ومع استمرار اندلاع هذه الحرائق، تتفاقم الأضرار وتزداد الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل هذا الحدث واحدًا من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

حرائق الغابات في كاليفورنيا

بدأت الحرائق في ولاية كاليفورنيا، وبالتحديد في مقاطعة لوس أنجلوس، بتدمير المنازل والأرواح، وأعلنت السلطات الأمريكية عن ارتفاع حصيلة القتلى بسبب الحرائق الهائلة التي اجتاحت المنطقة إلى 10 ضحايا، مع استمرار عمليات التعرف على هويات الضحايا من قبل الطب الشرعي.

ومع تواصل العمليات، أوضح قائد شرطة المقاطعة، روبرت لونا، أن عدد القتلى مرشح للزيادة، مُشيرًا إلى أن ما حدث يشبه «قنبلة ذرية» سقطت على تلك المناطق.

الحرائق انتشرت بشكل غير متوقع، حيث التهمت ألسنة اللهب المنازل والمركبات، مما دفع السلطات إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان. في منطقة ماليبو، التي كانت تعد إحدى المناطق الراقية في الولاية، لم يتبق سوى فروع النخيل المحترقة فوق الأنقاض، حيث كانت المنازل الفاخرة تطل على المحيط.

كما دمرت الحرائق العديد من المباني الحيوية مثل الكنائس، المدارس، والمتاجر، إضافة إلى تدمير خمس كنائس على الأقل، ومعبدين يهوديين، ومدارس، ومكتبات، وأكثر من 10 آلاف مبنى في المجمل.

حرائق الغابات في كاليفورنيا

الرياح العاتية وتفاقم الأزمة

تعد الرياح العاتية من أبرز العوامل التي ساهمت في زيادة شدة الحرائق، وتحديدًا، كانت رياح “سانتا آنا” هي العامل الرئيسي في انتشار النيران بشكل أسرع وأوسع، وتتسم هذه الرياح بأنها جافة وسريعة، حيث يمكن أن تصل سرعتها إلى 160 كيلومترًا في الساعة.

وتسهم هذه الرياح في تجفيف الأعشاب والنباتات التي تصبح أكثر عرضة للاشتعال، مما يؤدي إلى انتشار النيران بسرعة هائلة.

وأوضح علماء المناخ أن حرائق كاليفورنيا ستظل واحدة من الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، وقال دانيال سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا، إن هذه الحرائق قد تتجاوز أي تقديرات سابقة من حيث تكلفتها الاقتصادية والأضرار الناجمة عنها.

اقرأ أيضًا: حرائق لوس أنجلوس 2025.. أسباب كارثة نارية تهدد المنازل والمشاهير

حرائق الغابات في كاليفورنيا
حرائق الغابات في كاليفورنيا

الخسائر الاقتصادية الفادحة

تتزايد تقديرات الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق كاليفورنيا بشكل كبير، فقد أعلنت شركة “أكيو ويذر” المتخصصة في الأرصاد الجوية أن تقديرات الأضرار الاقتصادية تتراوح الآن بين 135 و150 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وبحسب جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد في الشركة، فإن الرياح القوية قد دفعت ألسنة اللهب إلى المناطق التي تحتوي على منازل فاخرة، مما أدى إلى تدمير آلاف المنازل والأبنية، وكان هذا الدمار على مستوى يفوق ما تم تسجيله في حرائق سابقة.

ولم تكن الخسائر تقتصر على المباني والممتلكات فحسب، بل شملت أيضًا تعطيل الأعمال التجارية، تأخير الرحلات الجوية، والعديد من الخسائر التجارية الأخرى، وتضاف إلى ذلك الخسائر البشرية، حيث تم إجلاء حوالي 360 ألف شخص حتى الآن، مع استمرار فقدان الأرواح في المناطق المتضررة.

حرائق الغابات في كاليفورنيا

حرائق كاليفورنيا في سجل التاريخ

لم تكن هذه الحرائق في كاليفورنيا مجرد حوادث عابرة، بل كانت كارثة ذات أبعاد تاريخية، فعلى الرغم من أن ولاية كاليفورنيا شهدت العديد من حرائق الغابات في السنوات السابقة، إلا أن هذه الحرائق تعد الأكثر دمارًا من حيث عدد القتلى والمنازل المدمرة.

وقد أعلنت السلطات الأمريكية أن هذه الحرائق هي الأكثر دمارًا في تاريخ الولاية، حيث طالت حرائق الغابات مناطق متعددة في جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك حي باسيفيك باليساديس الراقي، الذي يضم منازل فاخرة تعود للعديد من المشاهير وأصحاب الملايين.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية الفادحة، تسببت هذه الحرائق في خسائر اقتصادية تتراوح بين 135 و150 مليار دولار، وفقًا لتقديرات شركة “أكيو ويذر”، وهو ما يعادل تقريبًا 4% من الناتج المحلي الإجمالي لولاية كاليفورنيا.

حرائق الغابات في كاليفورنيا
حرائق الغابات في كاليفورنيا

استجابة السلطات والمساعدات الإنسانية

وفي مواجهة هذا الدمار، استنفرت السلطات المحلية والفيدرالية جهودها من أجل احتواء الحرائق والحد من تداعياتها، حيث أرسل فريق من رجال الإطفاء والمروحيات للمساعدة في إخماد النيران.

على الرغم من ذلك، فإن الرياح العاتية جعلت من الصعب السيطرة على الحرائق في المناطق التي كانت الأكثر تضررًا، مثل هوليوود وحي باسيفيك باليساديس.

وقد أطلق العديد من المشاهير والشخصيات العامة حملات للتبرع والمساعدة في إغاثة المتضررين من الحرائق، حيث فتح دوق ودوقة ساسكس، ميغان ماركل والأمير هاري، منزلهما لإيواء الضحايا وتقديم الدعم المالي لهم.

اقرأ المزيد: القناة 12 العبرية: اندلاع حرائق شمال إسرائيل بسبب ضربات صاروخية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *