في رد فعل اتسم بعصبية واضحة على التكهنات التي انتشرت مؤخرًا حول نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تبني تسمية “الخليج العربي” بدلًا من “الخليج الفارسي”، أكد علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لقائد الثورة الإسلامية في إيران، على ما زعم أنه الهوية التاريخية والثابتة للخليج. وشدد ولايتي على أن “الخليج الفارسي” هو الاسم الأصيل الذي لا يمكن لأي قوة أو شخصية سياسية تغييره.
رفض إيراني للمحاولات الأمريكية لتغيير الحقائق التاريخية
وأوضح ولايتي أن المحاولات الأمريكية لتغيير هذا الاسم التاريخي هي محاولات يائسة وغير مجدية، وزعم أن التاريخ والجغرافيا يشهدان على أن هذا الخليج كان وسيظل يُعرف باسم “الخليج الفارسي”، وأكد ولايتي على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتهاون في الدفاع عن هويتها التاريخية وستقف بحزم في وجه أي محاولة لتغيير الحقائق.
تأكيد على العلاقات الإقليمية وأهمية الحوار
وفي سياق متصل، دعا ولايتي إلى تعزيز العلاقات الإقليمية بين دول المنطقة، وأكد على أهمية الحوار والتفاهم لحل الخلافات. وأشار إلى أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الخليج. وأكد أن إيران تسعى إلى بناء علاقات حسن جوار مع جميع دول المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن ولايتي قوله: “على ترامب أن يدرك أن إيران ليست أمريكا اللاتينية، ومضيق هرمز ليس مضيق مالفيناس، وباب المندب ليس قناة بنما، والخليج الفارسي ليس خليج المكسيك.” وأضاف ولايتي أن هذه المقارنات التي يمكن أن تجرى من قبل ترامب، غير صحيحة، وتنم عن عدم فهم لطبيعة المنطقة.
وأكد ولايتي أن إيران لن تسمح بأي محاولة لتغيير الحقائق التاريخية والجغرافية، مشددًا على أن اسم “الخليج الفارسي” هو اسم ثابت وراسخ في التاريخ، وأن أي محاولة لتغييره ستواجه برفض قاطع من قبل إيران ، وأضاف: “من الأفضل لرئيس دولة كبرى كأمريكا أن يعلم أيضا أن بلدا عمره 250 عاما لا يستطيع تغيير الحقائق التاريخية لدولة تمتد حضارتها لأكثر من 22 ألف عام.”
و تتزايد التكهنات حول زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير تقارير إلى أنه يعتزم إعلان اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا لتسمية “الخليج العربي” بدلًا من “الخليج الفارسي”. ويأتي هذا التوجه وسط جدل تاريخي وسياسي طويل الأمد حول التسمية الصحيحة للمسطح المائي الذي يقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية.
ومن المتوقع أن يثير هذا الإعلان ردود فعل واسعة النطاق في المنطقة، خاصة من جانب إيران، التي تعتبر تسمية “الخليج الفارسي” جزءًا من هويتها الوطنية وتاريخها. وقد يؤدي هذا الإعلان إلى توترات دبلوماسية إضافية في المنطقة، التي تشهد بالفعل صراعات وتوترات جيوسياسية متعددة.
ويأتي هذا التحرك في ظل اتصالات متقدمة بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، وسط دفع عربي لتغيير التسمية التاريخية للمسطح المائي. وقال مسؤولان أمريكيان كبيران، فضلا عدم الكشف عن هويتهما، لوكالة أسوشيتد برس، إنه تم تقديم تقرير التغيير المحتمل على خلفية الاتصالات المتقدمة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي. ويعرف المسطح المائي الواقع قبالة الساحل الجنوبي لإيران، باسم “الخليج الفارسي” على نطاق واسع منذ القرن السادس عشر، رغم أن استخدام تسمية “خليج العرب” أو “الخليج العربي” هو السائد في العديد من دول الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق هددت الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة “جوجل” بسبب قرارها المثير للجدل بعدم إطلاق أي تسمية على هذا الخليج في خرائطها الإلكترونية. وقد اعتبرت طهران آنذاك هذا الإجراء بمثابة تجاهل للتسمية التاريخية “الخليج الفارسي” التي تصر عليها. وتجدر الإشارة إلى أن تعامل شركات الخرائط الكبرى مع هذه القضية يختلف؛ ففي الوقت الحالي، تُظهر خرائط “جوجل” الموجهة للمستخدمين داخل الولايات المتحدة التسمية المزدوجة “الخليج الفارسي (الخليج العربي)”، في محاولة على ما يبدو لتحقيق توازن بين وجهات النظر المختلفة. بينما تتبنى خرائط “آبل” تسمية “الخليج الفارسي” بشكل حصري، مما يعكس استمرار التباين في التعامل مع هذه المسألة الحساسة على الصعيد الدولي.
ومن المقرر أن يبدأ ترامب جولته الإقليمية الأسبوع المقبل، وهي تشمل السعودية وقطر والإمارات، بين 13 و16 مايو، فيما يتوقع أن يصدر خلالها “إعلان كبير”، كما وصفه بنفسه خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي.