لم يكن ظهور الفنانة اللبنانية مايا دياب في حفلها الأخير بمدينة إسطنبول التركية مجرّد عرض فني، بل تحوّل إلى حدث بصري وثقافي أثار جدلاً واسعاً وتفاعلاً غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، لتتصدّر اسـم مايا دياب التريند في أكثر من دولة عربية.
الإطلالة التي اختارتها دياب لم تكن عادية، بل جاءت بتوقيع المصمم اللبناني العالمي جان لويس صبجي، المعروف بتصاميمه الخارجة عن المألوف، لتؤكد دياب من خلالها أنها لا تتبع الموضة فحسب، بل تصنعها على طريقتها الخاصة.

فستان أسود بلمسة ثورية
ارتدت مايا دياب فستاناً قصيراً باللون الأسود، صُمم باستخدام مزيج دقيق من الشيفون الشفاف والجلد، ما منح الإطلالة طابعًا جريئًا ومثيرًا للجدل في آن واحد.
واللافت في التصميم كان القصّة المفتوحة عند الصدر والأكمام المنسدلة المصنوعة من نفس الخامة، لتخلق توازناً بصرياً بين الجرأة والأنوثة الراقية.
وأضافت لمساتها الخاصة عبر تنسيق الفستان مع حذاء جلدي برباط طويل يمتد حتى أعلى الساق، ما أضفى حدة في التفاصيل، إلى جانب سلسلة معدنية طويلة أعادت توزيع التركيز البصري وأكملت المشهد العام للّوك.
أما المكياج، فجاء ناعماً بلمسات برونزية، لتبرز ملامح وجهها من دون أن تسرق الأضواء من الفستان، فيما اعتمدت تسريحة شعر مموجة ومنسدلة بأسلوب متناغم مع الإطلالة الكاملة، ما جعلها تظهر كأيقونة موضة بكل المقاييس.
مايا دياب في مواجهة الجدل: جريئة باختيار واعٍ
الجدل الذي تبع إطلالة مايا دياب في إسطنبول لم يكن مفاجئاً، فالنجمة اللبنانية معروفة بخياراتها الجريئة التي تتحدى الصور النمطية عن الأنوثة العربية، ومن خلال هذا الظهور، أكدت مرة أخرى تمسكها بالحرية الفنية والتعبيرية.
في تعليقها على الصور والفيديو الذي نشرته عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، قالت:
“إسطنبول، كنتِ صاخبة، جميلة، ومفعمة بالحيوية، تركيا، لقد بدأنا للتو.. نراكِ قريبًا، مايا في تركيا.”
التدوينة، رغم بساطتها، حملت رسائل واضحة بأنها تعتبر هذا الظهور مجرد بداية لمرحلة فنية جديدة أكثر انفتاحًا وجرأة.
تفاعل واسع وتعليقات من نجوم الفن
لم تمرّ الإطلالة مرور الكرام على جمهور السوشيال ميديا، إذ تباينت الآراء بين من اعتبرها تجسيدًا للحرية الإبداعية، ومن رأى فيها تجاوزًا للخطوط الحمراء.
الفنانة المصرية روبي كانت من أوائل المتفاعلين، وعلّقت ببساطة: “روعة!”، ما أضفى مزيداً من التفاعل والضوء على المنشور، كذلك، علّق عدد من الإعلاميين والنقاد بآراء متباينة حول جرأة التصميم وتوقيته ومكانه.
من إطلالة إلى علامة فارقة في الموضة العربية
لا يمكن فصل إطلالة مايا دياب الأخيرة عن مسيرتها في عالم الموضة. فهي ليست مجرّد مغنية أو فنانة استعراضية، بل مشروع فني متكامل يستثمر في الصورة والتأثير البصري بذكاء.
وقد استطاعت مايا عبر السنوات أن ترسّخ مكانتها كـ”فاشن أيكون”، تتعاون مع كبار المصممين، وتكسر القوالب الجاهزة في كل ظهور علني لها.
هذا الظهور في إسطنبول ليس الأول الذي يثير الضجة، فقد سبق أن تصدّرت التريند بإطلالات غير تقليدية في مناسبات عربية ودولية، مما يجعل الحديث عنها، حتى حين لا تصدر أعمالاً فنية جديدة، حدثاً إعلاميًا وفنيًا بامتياز.
أعمال فنية حديثة تُثبت حضورها الفني
بعيدًا عن الموضة، تواصل مايا دياب ترسيخ حضورها الفني من خلال أعمال موسيقية جديدة. فقد طرحت مؤخرًا ثلاث أغانٍ جديدة من ألبومها “MYMAYAV”، وهي:
“طاقة إيجابية” “تقلان” “كلن قالولي”
وقد لاقت هذه الأغاني رواجًا واسعًا على المنصات الرقمية، ما يدل على أن دياب تجمع بين الصورة والرسالة، وتوازن بين الشكل والمحتوى.
مايا دياب: بين الفن والتمرد
مايا دياب ليست فنانة تقليدية. فهي تدرك تمامًا أن في زمن السرعة والصورة، لا يكفي أن تغني فقط، بل يجب أن تترك أثرًا بصريًا وثقافيًا.
اختياراتها، سواء في الملابس أو الكلمات أو أماكن الحفلات، لا تأتي عشوائية، بل تُحسب بدقة لتضمن حضورًا دائمًا في الذاكرة الجماعية للجمهور العربي.
ولعلّ أكثر ما يميز مايا دياب هو قدرتها على صنع الجدل الإيجابي، فهي لا تسعى لإثارة الضجة الفارغة، بل تختار اللحظة والتفاصيل بعناية، لتترك بصمة لا تُنسى.