متخصص باطني: HMPV يمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة لبعض الفئات

في وقت تتأهب فيه الأنظمة الصحية لمواجهة أمراض الشتاء الموسمية، يعود فيروس HMPV ليحتل العناوين من جديد مع انتشاره في شمال الصين، خاصة بين الأطفال، وبينما تكافح السلطات للسيطرة على تفشيه عبر إجراءات وقائية مكثفة، يبقى التساؤل قائمًا: هل يشكل الفيروس تهديدًا جديدًا للصحة العالمية، أم أنه مجرد امتداد لموسم الفيروسات التنفسية؟ 

متخصص باطني:HMPV خطير لبعض الفئات

وعن  ذلك تحدثنا مع الدكتور محمد العيسوي، المتخصص في الباطنة والقلب والأوعية الدموية، الذي قال إن فيروس الميتابنيومو البشري HMPV ليس فيروسًا جديدًا، حيث تم اكتشافه لأول مرة في عام 2001 بهولندا، مضيفًا أنه رغم أن الفيروس لا يُظهر خطورة شديدة في الغالب، إلا أن خطره يزداد بالنسبة لبعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة، مثل الأطفال، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو مرضى السرطان.

وأشار “العيسوي”، في حديثه مع “الدستور”، إلى أن أعراض الفيروس تشبه إلى حد كبير أعراض الفيروسات التنفسية الأخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، وآلام الجسم، والرشح، مضيفًا: “في بعض الحالات الأكثر شدة، قد تؤدي الإصابة إلى تأثيرات خطيرة على العلامات الحيوية، مثل التسبب في التهاب رئوي حاد أو التأثير على الكلى إذا وصلت العدوى إلى الدم، مما قد يؤدي إلى تسمم دموي”.

وردًا على سؤال حول إمكانية تطور الفيروس ليصبح جائحة مشابهة لكوفيد-19، قال: “حتى الآن، لا توجد تطعيمات ضد فيروس HMPV، والعلاج المتاح يقتصر على تخفيف الأعراض فقط، ولكن، في حال تفاقم الفيروس، قد يتحول من إصابة في الجهاز التنفسي العلوي إلى الجهاز التنفسي السفلي (الرئة) أو حتى يصل إلى الدم، مما يزيد من خطر المضاعفات”.

وأكد على ضرورة مراقبة الوضع الصحي العالمي، مشيرًا إلى أن الفيروسات التنفسية في هذا الوقت من العام غالبًا ما تشهد زيادة في الإصابات، إلا أن التفشي الواسع للفيروس يعتمد على مدى تفاقم الحالات في المستقبل.

المركز الصيني لمكافحة الأمراض: الفيروس مسئول عن 5.4% من حالات دخول المستشفيات

ويذكر أنه وفقًا للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خلال الفترة من 16 إلى 22 ديسمبر 2024، كان الميتانيموفيروس مسؤولًا عن 6.2% من الاختبارات الإيجابية لأمراض الجهاز التنفسي و5.4% من حالات دخول المستشفيات بسبب هذه الأمراض، متجاوزًا بذلك كوفيد-19 وفيروسات أخرى مثل الراينوفيروس.