شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا منذ بداية العام الحالي، حيث قفزت بنحو 30%. ويعزى هذا الصعود القوي إلى تزايد إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين والفوضى التي تسود الأسواق العالمية، سجّل الذهب مستوى قياسياً تجاوز 3500 دولار للأونصة في أبريل، قبل أن يتراجع قليلاً في الأسابيع الأخيرة. كما ساهم الطلب المضاربي في الصين، وعمليات شراء البنوك المركزية، في هذا الصعود. تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% إلى 3324 دو لاراً للأونصة حتى وقت كتابة هذا التقرير. وارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بشكل طفيف بعد مكاسب بنسبة 0.5%، ولم يشهد سعر الفضة تغيراً يُذكر، في حين انخفض البلاديوم.
يرى محللون اقتصاديون أن السياسات التي يتبناها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي توصف بأنها “عدوانية” وتتسم بعدم الاستقرار، تعد من أبرز العوامل التي تدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة لحماية رؤوس أموالهم، وتشمل هذه السياسات التوترات التجارية المتصاعدة، والقرارات المفاجئة التي تؤثر على العلاقات الدولية، والشكوك بشأن استقرار الاقتصاد العالمي.
يُعرف الذهب تاريخيًا بأنه أصل آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، وعندما تزداد حالة عدم اليقين في الأسواق، يميل المستثمرون إلى تقليل انكشافهم على الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، وزيادة حيازاتهم من الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم.
سياسات ترامب “العدوانية” تثير مخاوف المستثمرين وتدفعهم نحو الذهب
بالنظر إلى استمرار حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية، يتوقع العديد من المحللين أن يستمر الطلب القوي على الذهب خلال الفترة المقبلة، وإذا استمرت “السياسات العدوانية” في إثارة المخاوف وتقويض الثقة في الأصول الأخرى، فمن المرجح أن يشهد المعدن الأصفر مزيدًا من الارتفاع في الأسعار.