بعد فترة صمت رد حزب الله على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله للرئيس السوري أحمد الشرع، ورد عمار الموسوي، مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله، على التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وكان ماكرون قد أشار إلى أن “فرنسا تلعب دورًا أساسيًا في التعاون، وأن هذا التعاون سيؤدي إلى تصعيد المواجهة ضد حزب الله، وأن فرنسا ستستمر في ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان”.
استياء من تصريحات ماكرون “التصعيدية وغير المقبولة”
عبّر الموسوي عن استياء حزب الله من تصريحات ماكرون، واصفًا إياها بـ “التصعيدية وغير المقبولة”، كما رفض الموسوي تصوير فرنسا كضامن للاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن حزب الله يعتبر هذه التصريحات تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية للبنان وسوريا.
وأعرب الموسوي عن استغرابه الشديد من المواقف التي وصفها بـ”غير المبررة وغير المفهومة في أبعادها ومراميها”، مشيرًا إلى أنها “تثير الكثير من الهواجس وعلامات الاستفهام”، وأكد الموسوي أن هذه التصريحات، التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري أحمد الشرع، تثير تساؤلات جدية حول دوافع الرئيس الفرنسي وأهدافه في المنطقة، وتزيد من حالة التوتر في ظل الأوضاع الإقليمية المتأزمة.
العجز والتقصير في المسؤوليات الملقاة على عاتق فرنسا
وأضاف الموسوي متسائلا: “فمن هي الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون؟ وما هي المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها؟ وهل هو جاد في حديثه عن الحرص على ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان؟ أم أن موقفه جاء في سياق توجيه رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية؟”.
وأردف قائلا: “وكذلك محاولة للتغطية على العجز والتقصير في المسؤوليات الملقاة على عاتق فرنسا كإحدى الجهات الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني والتي اكتفت في الغالب بموقف الصامت والمتفرج على الانتهاكات والجرائم الصهيونية التي تجاوزت الثلاثة آلاف خرق منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني؟”.
وتساءل الموسوي عن طبيعة “الجهات الداخلة في إطار هذا التعاون” الذي تحدث عنه ماكرون، مطالبًا بتوضيح الأسماء والأدوار، كما استفسر عن “المهام التي يتطلع ماكرون إلى القيام بها” في المنطقة، مشددًا على ضرورة الكشف عن الأهداف الحقيقية لهذا التحرك.
وزاد الموسوي من حدة تساؤلاته بالتشكيك في جدية ماكرون بشأن “الحرص على ضمان الاستقرار في سوريا ولبنان”، متسائلًا عما إذا كانت تصريحاته تهدف حقًا إلى تحقيق الاستقرار، أم أنها مجرد “رسائل التودّد والاسترضاء لبعض الدول الإقليمية” التي لها أجندات خاصة في المنطقة، وأكد الموسوي أن هذه التساؤلات تهدف إلى فهم الأبعاد الحقيقية للموقف الفرنسي، وتحديد ما إذا كان يخدم مصالح لبنان وسوريا أم يصب في خانة حسابات إقليمية ضيقة.
تأكيد على دور حزب الله في مواجهة التحديات الإقليمية
أكد مسؤول حزب الله على دور حزبه في مواجهة التحديات الإقليمية، مشددًا على أن الحزب لن يتوانى عن الدفاع عن مصالح لبنان وسوريا في مواجهة أي تهديدات، وأضاف أن تصريحات ماكرون لن تثني حزب الله عن القيام بواجبه في حماية الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعاون عسكري لأول مرة بين الجيش اللبناني والجيش السوري
ومن ناحيته أكد وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أنه ستكون هناك مراحل مهمة بين لبنان وسوريا، مشيرا إلى أنه سوف يكون هنا لأول مرة تعاون عسكري مباشر بين الجيش السوري والجيش اللبناني بعد فترة طويلة من العلاقات الباردة، موضحا أن المشاكل التي وقعت على الحدود الشمالية الشرقية كانت خلفيتها الأساسية التهريب.
وعن اللقاء الذي حصل في المملكة العربية السعودية، وصفه وزير الدفاع بأنه “كان جيدا وأنه فتح الباب أمام مرحلة جديدة، ستؤسس لاحقا للحل الجذري للمشاكل الحدودية التي هي مشاكل تاريخية وليست بنت اليوم وبحاجة إلى حلول شاملة”.
وأشار الوزير منسى إلى أنه “سيكون هناك مراحل مهمة ستحصل بين لبنان وسوريا”، مؤكدا أنه “حتى تتحقق الحلول الجذرية فإن المشاكل التي حصلت على الحدود الشمالية الشرقية، يعتبر التهريب أهم خلفيتها الأساسية وسببها الرئيسي”. واستضافت مدينة جدة السعودية في 28 مارس الماضي، اجتماعا لوزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، ونظيره اللبناني ميشال منسى، اتفق فيه الجانبان على أهمية ترسيم الحدود بين البلدين. واتفق الجانبان كذلك على تشكيل لجان قانونية ومتخصصة في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خاصة على الحدود.